التفاسير

< >
عرض

مَآ أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ
٢٨
-الحاقة

روح البيان في تفسير القرآن

{ ما اغنى عنى } اى لم يدفع عنى شيأ من عذاب الآخرة على ان ما نافية والمفعول محذوف { ماليه } اى الذى كان لى فى الدنيا من المال والاتباع على ان ما موصولة واللام جارة داخلة على ياء المتكلم ليعم مثل الاتباع فانه اذا كان اسما مضافا الى ياء المتكلم لم يعم وفى الكشاف ما اغنى نفى واستفهام على وجه الانكار اى اى شئ اغنى عنى ما كان لى من اليسار انتهى حتى ضيعت عمرى فيه اى لم ينفعنى ولم يدفع عنى شيأ من العذاب فما استفهامية منصوبة المحل على انها مفعول اغنى.
يقول الفقير الظاهر أن مالية هو المال المضاف الى ياء المتكلم اى لم يغن عنى المال الذى جمعته فى الدنيا شيأ من العذاب بل ألهانى عن الآخرة وضرنى فضلا عن ان ينفعنى وذلك ليوافق قوله تعالى
{ ولا يغنى عنهم ما كسبوا شيئا } وقوله { وما يغنى عنه ماله اذا تردى } وقوله { ما اغنى عنه ماله وما كسب } ونظائر ذلك فما ذهب اليه اكثر اهل التفسير من التعميم عدول عما ورد به ظاهر القراءن.