التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أَدْرَاكَ مَا ٱلْحَاقَّةُ
٣
-الحاقة

روح البيان في تفسير القرآن

{ وما أدراك } من الدراية بمعنى العلم يقال دراه ودرى به اى علم به من باب رمى وأدراه به اعلمه قال فى تاج المصادر الدراية والدرية والدرى دانستن ويعدى بالباء وبنفسه قال سيبويه وبالباء اكثر قوله ما مبتدأ وادراك خبره ولا مساغ ههنا للعكس والمعنى واى شئ اعلمك يا محمد وبالفارسية وجه حيز دانا كردانيدترا { ما الحاقة } جملة من مبتدأ وخبر فى موضع المفعول الثانى لأدراك والجملة الكبيرة تأكيد لهول الساعة وفظاعتها ببيان خروجها عن دآئرة علم المخلوقات على معنى ان اعظم شأنها ومدى هولها وشدتها بحيث لا يكاد تبلغه دراية احد ولا وهمه وكيفما قدرت حالها فهى اعظم من ذلك واعظم فلا يتسنى الاعلام قال بعضهم ان النبى عليه السلام وان كان عالما بوقوعها ولكن لم يكن عالما بكمال كيفيتها ويحتمل أن يقال له عليه السلام اسماعا لغيره وفى التأويلات النجمية يشير بالحاقة الى التجلى الاحدى الاطلاقى فى مرءآة الواحدية المفنى للكل كما قال لمن الملك اليوم لله الواحد القهار بقهر سطوات انوار الاحدية جميع ظلمات التعينات الساترة اطلاق الذات المطلقة وسمى بالحاقة لثبوته فى ذاته وتحققه فى نفسه.