التفاسير

< >
عرض

ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ
٤٦
-الحاقة

روح البيان في تفسير القرآن

{ ثم لقطعنا منه الوتين } اى نياط قلبه بضرب عنقه والنياط عرق ابيض غليظ كالقصبة علق به القلب اذا انقطع مات صاحبه وفى المفردات الوتين عرق يسقى الكبد اذا انقطع مات صاحبه ولم يقل لاهلكناه او لضربنا عنقه لانه تصوير لاهلاكه بافظع ما يفعله الملوك بمن يغضبون عليه وهو أن يأخذ القتال بيمينه ويكفحه بالسيف ويضرب عنقه فانه اذا أراد أن يوقع الضرب فى قفاء اخذ بيساره واذا اراد أن يوقعه فى جيده وأن يكفحه بالسيف اى يواجهه وهو أشد من المصبور لنظره الى السيف اخذ بيمينه فلذا خص اليمين دون اليسار وفى المفردات لاخذنا منه باليمين اى منعناه ودفعناه فعبر عن ذلك بالاخذ باليمين كقولك خذ بيمين فلان انتهى وقيل اليمين بمعنى القوة فالمعنى لانتقمنا بقوتنا وقدرتنا وقيل المعنى حينئذ لأخذنا منه اليمين وسلبنا منه القوة والقدرة على التكلم بذلك على ان الباء صلة اى زآئدة وعبر عن القوة باليمين لان قوة كل شئ فى ميامنه فيكون من قبيل ذكر المحل وارادة الحال او ذكر الملزوم وارادة اللازم.