التفاسير

< >
عرض

فَمَا مِنكُمْ مِّنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ
٤٧
-الحاقة

روح البيان في تفسير القرآن

{ فما منكم } ايها الناس { من احد عنه } اى عن القتل او المقتول وهو متعلق بقوله { حاجزين } دافعين وهو وصف لاحد فانه عام لوقوعه فى سياق النفى كما فى قوله عليه السلام "لم تحل الغنائم لاحد اسود الرأس غيرنا" فمن احد فى موضع الرفع بالابتدآء ومن زآئدة لتأكيد النفى ومنكم خبره والمعنى فما منكم قوم يحجزون عن المقتول او عن قتله واهلاكه المدلول عليه بقوله ثم لقطعنا منه الوتين اى لا يقدر على الحجز والدفع وهذا مبنى على اصل بنى تميم فانهم لا يعلمون ما لدخولها على القبلتين وقد يجعل حاجزين خبرا لما على اللغة الحجازية ولعله اولى فتكون كلمة ما هى المشبهة بليس فمن احد اسم ما وحاجزين منصوب على انه خبرها ومنكم حال مقدم وكان فى الاصل صفة لاحد وفى الآية تنبيه على ان النبى عليه السلام لو قال من عند نفسه شيأ او زاد أو نقص حرفا واحدا على ما اوحى اليه لعاقبه الله وهو اكرم الناس عليه فما ظنك بغيره ممن قصد تغيير شئ من كتاب الله او قال شيأ من ذات نفسه كما ضل بذلك بعض الفرق الضالة.