التفاسير

< >
عرض

وَأَمَا عَادٌ فَأُهْلِكُواْ بِرِيحٍ صَرْصَرٍ عَاتِيَةٍ
٦
-الحاقة

روح البيان في تفسير القرآن

{ واما عاد } وكانت منازلهم بالاحقاف وهى الرمل بين عمان الى حضرموت واليمن وكانوا عربا ايضا ذوى بسطة فى الخلق وكان اطولهم مائة ذراع واقصرهم ستين واوسطهم ما بين ذلك وكان رأس الرجل منهم كالقبة يفرخ فى عينيه ومنخره السباع وتأخيره عن ثمود مع تقدمهم زمانا من قبيل الترقى من الضال الشديد الى الاضل الاشد { فأهلكوا بريح } هى الدبور لقوله عليه السلام "نصرت بالصبا واهلكت عاد بالدبور" { صرصر } اى شديدة الصوت لها صرصرة فى هبوبها وهى بالفارسية بانك كردن بازوجرغ وآنجه بدان ماند.
او شديدة البرد تحرق ببردها النبات والحرث فان الصر بالكسر شدة البرد { عاتية } مجاوزة للحد فى شدة العصف كانها عتت على خزانها فلم يتمكنوا من ضبطها والرياح مسخرة لميكائيل تهب باذنه وتنقطع باذنه وله اعوان كأعوان ملك الموت (روى انه ما يخرج من الريح شئ الا بقدر معلوم ولما اشتد غضب الله على قوم عاد أصابتهم ريح خارجة عن ضبط الخزان ولذلك سميت عاتية او المعنى عاتية على عاد فلم يقدروا على ردها بحيلة من استتار ببناء او لياذ بجبل او اختفاء فى حفرة فانها كانت تنزعهم من مكامنهم وتهلكهم.