التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ
١٣٠
-الأعراف

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولقد اخذنا آل فرعون } اى قوم فرعون واهل دينه آل الرجل خاصته الذين يؤول امرهم اليهم وامرهم اليه { بالسنين } جمع سنة وهى فى الاصل بمعنى العام مطلقا الا انها غلبت على عام القحط لكثرة ما يذكر عنه ويؤرخ به حتى صارت كالعلم له كالنجم غلب علىالثريا { ونقص من الثمرات } باصابة العاهات زيادة فى القحط لات الثمار قوت الناس وغذاؤهم.
وعن كعب يأتى على الناس زمان لا تحمل النخلة الا تمرة.
قال ابن عباس اما السنون فكانت لباديتهم واهل ماشيتهم واما نقص الثمرات فكان فى امصارهم { لعلهم يذكرون } كى يتذكروا ويتعظوا بذلك ويتيقنوا ان ذلك لاجل معاصيهم وينزجروا عماهم عليه من العتو والعناد فلعل علة المأخذ اما بناء على تجويز تعليل افعاله تعالى باغراض راجعة الى العباد كما ذهب اليه كثير من اهل السنة. واما تنزيلا لترتب الغاية على ما هى ثمرة له منزلة ترتب الغرض له فان استتباع افعاله تعالى لغايات ومصالح متقنة جليلة من غير ان تكون هى علة غائية لها بحيث لولاها لما اقدم عليها مما لا نزاع فيه.
دلت الآية على ان المحن والشدائد والمصيبات موجبات الانتباه والاعتبار ولكن لاهل السعادة واولى الابصار فاما اهل الشقاوة فلا ينبههم كثرة النعمة ولا يوقظهم شدة النقمة: قال الشيخ السعدى قدس سره

بكوشش نرويد از شاخ بيد نه زنكى بكرمايه كردد سفيد