التفاسير

< >
عرض

قَالَ ٱلْمَلأُ ٱلَّذِينَ ٱسْتَكْبَرُواْ مِن قَوْمِهِ لَنُخْرِجَنَّكَ يٰشُعَيْبُ وَٱلَّذِينَ آمَنُواْ مَعَكَ مِن قَرْيَتِنَآ أَوْ لَتَعُودُنَّ فِي مِلَّتِنَا قَالَ أَوَلَوْ كُنَّا كَارِهِينَ
٨٨
-الأعراف

روح البيان في تفسير القرآن

{ قال الملأ الذين استكبروا من قومه } بعدما سمعوا هذه المواعظ من شعيب عليه السلام وهو استئناف بيانى { لنخرجنك يا شعيب والذين آمنوا } عطف على الكاف فى لنخرجنك ويا شعيب اعتراض بين المتعاطفين ونسبة الاخراج اليه اولا والى المؤمنين ثانيا تنبيه على اصالته فى الاخراج وتبعيتهم له فيه كما ينبئ عنه قوله تعالى { معك } فانه متعلق بالاخراج لا بالايمان. والمعنى والله لنخرجنك واتباعك { من قريتنا } بغضا لكم ودفعا لفتنتكم المرتبة علىالمساكنة والجوار.
وفيه اشارة الى أن من شأن المتكبرين ودأب المتجبرين الاستعلاء وان يخرج الاعز الاذل وذلك لما فيهم من بطر النعم وطغيان الاستغناء وعمه الاستبداد ولما كان حب الدنيا رأس كل خطيئة وفتنتها اعظم من كل بلية جعل الله تعالى اهلها فى البلاد سببا للهلاك والفساد كما قال الله تعالى
{ { وإذا أردنا ان نهلك قرية أمرنا مترفيها } [الإسراء: 16].
الاية: قال الحافظ

ايمن مشو زعشوه دنيا كه اين عجوز مكاره مى نشيند ومحتاله مى رود

{ او لتعودن فى ملتنا } العود هو الرجوع الى الحالة الاولى ومن المعلوم ان شعيبا لم يكن على دينهم وملتهم قد لان الانبياء لا يجوز عليهم من الصغائر الا ماليس فيه تنفير فضلا عن الكبائر فضلا عن الكفر الا انه اسند العود اليه والى من معه من المؤمنين تغليبا لهم عليه لان العود متصور فى حقهم. والمعنى والله ليكونن احد الامرين البتة على ان المقصد الاصلى هو العود وانما ذكر النفى والاجلاء كما يفصح عنه عدم تعرضه عليه السلام لجواب الاخراج كأنهم قالوا لا ندعكم فيما بيننا حتى تدخلوا فى ملتنا وانما لم يقولوا او لنعيدك على طريق ما قبله لما ان مرادهم ان يعودوا اليها بصورة الطواعية حذر الاخراج باختيار اهون الشرين لا اعادتهم بسائر وجوه الاكراه والتعذيب.
وفيه اشارة الى ام اهل الخير كما لا يميلون الا الى اشكالهم فكذلك اهل الشر لا يرضون ممن رأوا الا بان يساعدهم على ما هم عليه من احوالهم والاوحد فى بابه من باين نهج اضرابه

همه مرغان كند باجنس برواز كبوتر با كبوتر باز باباز

{ قال } شعيب ردا لمقالتهم الباطلة وتكذيبا لهم فى ايمانهم الفاجرة { أو لو كنا كارهين } تقديره أنعود فيها ولو كنا كارهين اى كيف نعود فيها ونحن كارهون لها على ان الهمزة لانكار الوقوع ونفيه لا لانكار الواقع واستقباحه كالتى فى قوله تعالى { { أولوجئتك بشيء مبين } [الشعراء: 30].