التفاسير

< >
عرض

إِنَّ ٱلإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً
١٩
إِذَا مَسَّهُ ٱلشَّرُّ جَزُوعاً
٢٠
-المعارج

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان الانسان } اى جنس الانسان { خلق } حال كونه { هلوعا } مبالغة هالع من الهلع وهو سرعة الجزع عند مس المكروه بحيث لا يستمسك وسرعة المنع عند مس الخير يقال ناقة هلواع سريعة السير وهو من باب علم وقد فسره احسن تفسير على ما روى عن ابن عباس رضى الله عنهما قوله تعالى { اذا } ظرف لجزوعا { مسه الشر } اى اصابه ووصل اليه الفقر او المرض او نحوهما { جزوعا } مبالغة فى الجزع مكثرا منه لجهله بالقدر وهو ضد الصبر وقال ابن عطاء الهلوع الذى عند الموجود يرضى وعند المفقود يسخط وفى الحديث "شر ما اعطى ابن آدم شح هالع وجبن خالع" فالهالع المحزن يعنى اند وهكين كننده. والخالع الذى يخلع قلبه قال بعض العارفين انما كرهت نفوس الخلق المرض لانه شاغل لهم ادآء ما كلفوا به من حقوق الله تعالى اذ الروح الحيوانى حين يحس بالألم يغيب عن تدبير الجسد الذى يقوم بالتكليف وانما لم تكره نفوس العارفين الموت لما فيه من لقاء الله تعالى فهو نعمة ومنه ولذلك ما خير نبى فى الموت الا اختاره.