التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ
٣٢
-المعارج

روح البيان في تفسير القرآن

{ والذين هم لاماناتهم وعهدهم راعون } لا يخلون بشئ من حقوقها والامانة اسم لجنس ما يؤتمن عليه الانسان سوآء من جهة البارى تعالى وهى امانات الدين التى هى الشرآئع والاحكام او من جهة الخلق وهى الودآئع ونحوها والجمع بالنظر الى اختلاف الانواع وكذا العهد شامل لعهد الله وعهد الناس وهو ما عقده الانسان على نفسه لله او لعباده وهو يضاف الى المعاهد والمعاهد فيجوز هنا الاضافة الى الفاعل والمفعول وقال الجنيد قدس سره الامانة المحافظة على الجوارح والعهد حفظ القلب مع الله على التوحيد والرعاية القيام على الشئ بحفظه واصلاحه وقد جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيانة عند ائتمان والكذب عند التحديث والغدر عند المعاهدة والفجور عند المخاصمة من خصال المنافق.

اكرمى بايد ازآتش امانت فرومكذار قانون امانت
بهر عهدى كه مى بندى وفاكن رسوم حق كزارى را اردا كن

قال بعض الكبار كل من اتصف بالامانة وكتم الاسرار سمع كلام الموتى وعذابهم ونعيمهم كما سمعت البهائم عذاب اهل القبور لعدم النطق وكذلك يسمع من اتصف بالامانة كلام اعضائه له فى دار الدنيا لانها حية ناطقة ولذلك تستشهد يوم القيامة فتشهد ولا يشهد الا عدل مرضى بلا شك وفى التأويلات النجمية يشير الى الامانة المعروضة على السموات والارض والجبال وهى كمال المظهرية وتمام المضاهاة الالهية والى عهد ميثاق ألست بربكم قالوا بلى ورعاية ذلك العهد أن لا يخالفة بالمخالفات الشرعية والموفقات الطبيعية وقال بعضهم والذين هم لأمانتهم التى استودعوها بحسب الفطرة من المعارف العقلية وعهدهم الذى اخذ الله ميثاقه منهم فى الازل راعون بأن لم يدنسوا الفطرة بالغواشى الطبيعية والاهوآء النفسانية.