التفاسير

< >
عرض

وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِم قَائِمُونَ
٣٣
-المعارج

روح البيان في تفسير القرآن

{ والذين هم بشهاداتهم } الباء متعلق بقوله { قائمون } سوآء كانت للتعدية ام للملابسة والجمع باعتبار انواع الشهادة اى مقيمون لها بالعدل ومؤدونها فى وقتها احياء لحقوق الناس فالمراد بالقيام بالشهادة ادآؤها عند الاحكام على من كانت هى عليه من قريب او بعيد شريف او وضيع قال عليه السلام "اذا علمت مثل الشمس فاشهد" والا فدع وتخصيصها بالذكر مع اندرجها فى الامانات لابانة فضلها لان فى اقامتها احياء الحقوق وتصحيحها وفى كتمها وتركها تضييعها وابطالها وفى الاشباه اذا كان الحق يقوم بغيرها او كان القاضى فاسقا او كان يعلم انها لا تقبل جاز الكتمان وفى فتح الرحمن تحمل الشهادة فرض كفاية وادآؤها اذا تعين فرض عين ولا يحل اخذ اجرة عليها بالاتفاق فاذا طلبه المدعى وكان قريبا من القاضى لزمه المشى اليه وان كان بعيد اكثر من نصف يوم لا يأثم بتخفه لانه يلحقه الضرر وان كان الشاهد يقدر على المشى فأركبه المدعى من عنده لا تقبل شهادته وان كان لا يقدر فأركبه لا بأس به ويقتصر فىالمسلم على ظاهر عدالته عند أبى حنيفةرحمه الله الا فى الحدود والقصاص فان طعن الخصم فيه سأل عنه وقال صاحباه يسأل عنهم فى جميع الحقوق سرا وعلانية وعليه الفتوى وجعل بعضه شهادة التوحيد داخلة فيها كما قال سهلرحمه الله قائمون بحفظ ما شهدوا به من شهادة أن لا اله الا الله فلا يشركون به فى شئ من الافعال والاقوال وقال القاشانى فى الآية اى يعملون بمقتضى شاهدهم من العلم فكل ما شهدوه قاموا بحكمه وصدروا عن حكم شاهدهم لا غير.