التفاسير

< >
عرض

وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً
١٤
-نوح

روح البيان في تفسير القرآن

{ وقد خلقكم اطوارا } يقال فعل كذا طورا ابعد طور أى تارة بعد تارة وعدا طوره اى تجاوز حده وقدره والمعنى والحال انكم على حالة منافية لما أنتم عليه بالكلية وهى انكم تعلمون انه تعالى خلقكم وقدركم تارات اى مرات حالا بعد حال عناصر ثم اغذية ثم اخلاطا ثم نطفا ثم علقا ثم مضغا ثم عظاما ولحوما ثم انشأكم خلقا آخر فان التقصير فى توقير من هذه شؤونه فى القرة القاهرة والاحسان التام مع العلم بها مما لا يكاد يصدر عن العاقل وقال بعضهم هى اشارة الى الاطوار السبعة المذكورة فى قوله { ولقد خلقنا الانسان من سلالة من طين ثم جلعناه نطفة فى قرار مكين ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم انشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين } فهذه هى التارات والاحوال السبع المترتب بعضها على بعض كل تارة أشرف مما قبلها وحال الانسان فيها احسن مما تقدمها

جون صورت وبت نه نكارند بكشمير جون قامت توسرونه كارند بكشور
كرنفش توبيش بت آزر بنكارند ازشرم فروريزد نقش بت آزر

وقيل خلقكم صبيانا وشبانا وشيوخا وقيل طوالا وقصارا واقوياء وضعفاء مختلفين فى الخلق والخلق كما قال تعالى واختلاف ألسنتكم وألوانكم وقيل خلقهم اطوارا حين أخرجهم من ظهر آدم للعهد ثم خلقهم حين اذن بهم ابراهيم عليه السلام للحج ثم خلقهم ليلة اسرى برسول الله صلى الله عليه وسلم فأراه اياهم وقال بعض اهل المعرفة خلقكم اطوارا من اهل المعرفة ومن اهل المحبة ومن اهل الحكمة ومن اهل التوحيد ومن اهل الشوق ومن اهل العشق ومن اهل الغناء ومن اهل البقاء ومن اهل الخدمة ومن اهل المشاهدة خلق طور الارواح القدسية من نور الجبروت وطور العقول الهادية العارفة من نور الملكوت وطور القلوب الشائقة من معادن القربة وطور اجسام الصديقين من تراب الجنة فكل طور يرجع الى معدنه من الغيب.