التفاسير

< >
عرض

وَٱللَّهُ أَنبَتَكُمْ مِّنَ ٱلأَرْضِ نَبَاتاً
١٧
-نوح

روح البيان في تفسير القرآن

{ والله أنبتكم من الارض نباتا } اى انباتا عجيبا وانشأكم منها انشاء غريبا بواسطة انشاء أبيكم آدم منها او انشأ الكل منها من حيث انه خلقهم من النطف المتولدة من النبات المتولد من الارض استعير الانبات للانشاء لكونه أدل على الحدوث والتكون من الارض لانهم اذا كانوا نباتا كانوا محدثين لا محالة حدوث النبات ووضع نباتا موضع انباتا على انه مصدر مؤكد لأنبتكم بحذف الزوآئد ويسمى اسم مصدر دل عليه القرية الآتية وهى قوله ويخرجكم اخراجا وقال بعضهم نباتا حال لا مصدر ونبه بذلك ان الانسان من وجه نبات من حيث ان بدأه ونشأته من التراب وانه ينمو نموه وان كان له وصف زآئد على النبات والنبات ما يخرج من الارض سوآء كان له ساق كالشجر او لم يكن كالنجم لكن اختص فى التعارف بما لا ساق له بل اختص عند العامة بما يأكله الحيوان وقال بعض اهل المعرفة والله أنبتكم من الارض نباتا اى جعل غذآءكم الذى تنمو به اجسادكم من الارض كما جعل النبات ينمو بالماء بواسطة التراب فغذآء هذه النشأة ونموها بما خلقت منه.