التفاسير

< >
عرض

قَالَ نُوحٌ رَّبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَٱتَّبَعُواْ مَن لَّمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلاَّ خَسَاراً
٢١
-نوح

روح البيان في تفسير القرآن

{ قال نوح } أعيد لفظ الحكاية لطول العهد بحكاية مناجاته لربه فهو بذل من قال الاول ولذا ترك العطف اى قال منا جياله تعالى { رب } اى بروردكار من { انهم عصونى } داموا على عصيانى ومخالفتى فيما امرتهم به مع ما بالغت فى ارشادهم بالعظة والتذكير { واتبعوا من لم يزده ماله وولده الا خسارا } اى استمروا على اتباع رؤسائهم الذين ابطرتهم اموالهم وغرتهم اولادهم وصارت تلك الاموال والاولاد سببا لزيادة خسارهم فى الآخرة فصاروا سوة لهم الخسار وفى وصفهم بذلك اشعار بأنهم انما اتبعوهم لوجاهتهم الحاصلة لهم بسبب الاموال والاولاد لما شاهدوا فيهم من شبهة مصححة للاتباع كما قالت قريش لولا نزل هذا القرءآن على رجل من القريتين عظيم فجعلوا الغنى سببا مصححا للاتباع ودل الكلام على ان ازدياد المال والولد كثيرا ما يكون سببا للهلاك الروحانى ويورث الضلال فى الدين اولا والاضلال عن اليقين ثانيا قال ابن الشيخ المفهوم من نظم الآية ان اموالهم واولادهم عين الخسار وان ازديادهما انما هو ازدياد خسارهم والامر فى الحقيقة كذلك فانهما وان كانا من جملة المنافع المؤدية الى السعادة الأبدية بالشكر عليهما وصرفهما الى وجوه الخير الا انهما اذا اديا الى البطر والاغترار وكفران حق المنعم بهما وصارا وسيلتين الى العذاب المؤبد فى الآخرة صارا كأنهما محض الخسار لان الدنيا فى جنب الآخرة كالعدم فمن انتفع بهما فى الدنيا خسر سعادة الآخرة وصار كمن اكل لقمة مسمومة من الحلوى فهلك فان تلك اللقمة فى حقه هلاك محض اذ لا عبرة لانتفاعه بها فى جنب ما ادت اليه

توغافل درانديشه سود ومال كه سرمايه عمر شد بايمال