التفاسير

< >
عرض

يَغْفِرْ لَكُمْ مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ ٱللَّهِ إِذَا جَآءَ لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
٤
-نوح

روح البيان في تفسير القرآن

{ يغفر لكم } جواب الامر { من ذنوبكم } اى بعض ذنوبكم وهو ما سلف فى الجاهلية فان الاسلام يجب ما قبله لا ما تأخر عن الاسلام فانه يؤآخذ به ولا يكون مغفورا بسبب الايمان ولذلك لم يقل يغفر لكم ذنوبكم بطى من التبعيضية فانه يعم مغفرة جميع الذنوب ما تقدم منها وما تأخر وقيل المراد ببعض الذنوب بعض ما سبق على الايمان وهو مالا يتعلق بحقوق العباد { ويؤخركم } بالحفظ من العقوبات المهلكة كالقتل والاغراق والاحراق ونحوها من اسباب الهلاك والاستئصال وكان اعتقادهم ان من اهلك بسبب من هذه الاسباب لم يمت بأجله فخاطبهم على المعقول عندهم فليس يريد أن الايمان يزيد فى آجالهم كذا فى بعض التفاسير { الى اجل مسمى } معين مقدر عند الله والاجل المدة المضروبة للشئ قال فى الارشاد وهو الامد الاقصى الذى قدره الله لهم بشرط الايمان والطاعة صريح فى ان لهم اجلا آخر لا يجاوزونه ان لم يؤمنوابه وهو المراد بقوله تعالى { ان اجل الله } وهو ما قدر لكم على تقدير بقائكم على الكفر وهو الاجل القريب المطلق الغير المبرم بخلاف الاجل المسمى فانه البعيد المبرم واضيف الاجل هنا الى الله لانه المقدر والخالق اسبابه واسند الى العباد فى قوله اذا جاء اجلهم لانهم المبتلون المصابون { اذا جاء } وأنتم على ما أنتم عليه من الكفر { لا يؤخر } فبادروا الى الايمان والطاعة قبل مجيئه حتى لا يتحقق شرطه الذى هو بقاؤكم على الكفر فلا يجيئ ويتحقق شرط التأخير الى الاجل المسمى فتؤخروا اليه فالمحكوم عليه بالتأخير هو الاجل المشروط بشرط الايمان والمحكوم عليه بامتناعه هو الاجل المشروط بشرط البقاء على الكفر فلا تناقض لانعدام وحدة الشرط ويجوز أن يراد به وقت اتيان العذاب المذكور فى قوله تعالى من قبل ان يأتيهم عذاب أليم فانه اجل موقت له حتما { لو كنتم تعلمون } شيأ لسارعتم الى ما امرتكم به او لعلمتم ان الاجل لا تأخير فيه ولا اهمال وفيه اشارة الى انهم ضيعوا اسباب العلم وآلات تحصيله بتوغلهم فى حب الدنيا وطلب لذاتهم حتى بلغوا بذلك الى حيث صاروا كأنهم شاكون فى الموت

روزى كه اجل در آيد ازبيش وبست شك نيست كه مهلت ندهديك نفست
يارى نرسد دران دم از هيج كست برباد شود جمله هوا وهوست