التفاسير

< >
عرض

يَهْدِيۤ إِلَى ٱلرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشرِكَ بِرَبِّنَآ أَحَداً
٢
-الجن

روح البيان في تفسير القرآن

{ يهدى الى الرشد } الى الحق والصواب وصلاح الدين والدنيا كما قال عليه السلام اللهم ألهمنى رشدى اى الاهتدآء الى مصالح الدين الدنيا فيدخل فيه التوحيد والتنزيه وحقيقة الرشد هو الوصول الى الله تعالى قال بعضهم الرشد كالقفل خلاف الغى يقال فى الامور الدنيوية والاخروية والرشد كالذهب يقال فى الامور الاخروية فقط { فآمنا به } اى بذلك القرءآن ومن ضرورة الايمان به الايمان بمن جاء به ولذا قال بعضهم

داخل اندر دعوت اوجن وانس تاقيامت امتش هر نوع وجنس
اوست سلطان وطفيل اوهمه اوست شاهنشاه وخيل اوهمه

{ ولن نشرك } بعد اليوم البتة اى بعد علمنا الحق { بربنا احدا } حسبما نطق به ما فيه من دلائل التوحيد اى لا نجعل احدا من الموجودات شريكا له اعتقادنا ولا نعبد غيره فان تمام الايمان انما يكون بالبرآءة من الشرك والكفر كما قال ابراهيم عليه السلام انى بريئ مما تشركون فلكونه قرءآنا معجزا بديعا موجب الايمان به ولكونه يهدى الى الرشد موجب قطع الشرك من اصله والدخول فى دين الله كله فمجموع قوله فآمنا به ولن نشرك بربنا احدا مسبب عن مجموع قوله انا سمعنا قرءآنا عجبا يهدى الى الرشد ولذا عطف ولن نشرك بالواو مع ان الظاهر الفاء.