التفاسير

< >
عرض

قُلْ إِنْ أَدْرِيۤ أَقَرِيبٌ مَّا تُوعَدُونَ أَمْ يَجْعَلُ لَهُ رَبِّيۤ أَمَداً
٢٥
-الجن

روح البيان في تفسير القرآن

{ قل ان ادرى } اى ما ادرى لان ان نافية { اقريب } غير مقدم لقوله { ما توعدون } ويجوز ان يكون ما توعدون فاعلا لقريب سادا مسد الخبر لوقوعه بعد الف الاستفهام وما موصولة والعائد محذوف اى اقريب الذى توعدونه نحو اقائم الزيدان { ام يجعل له ربى امدا } اى غاية تطول مدتها والامد وان كان يطلق على القريب ايضا الا ان المقابلة تخصصه بالبعيد والفرق بين الزمان والامد أن الامد يقال باعتبار الغاية والزمان عام فى المبدأ والغاية والمعنى ان الموعود كائن لا محالة واما وقته فما ادرى متى يكون لان الله لم يبينه لما رأى فى اخفاء وقته من المصلحة وهو رد لما قاله المشركون عند سماعهم ذلك متى يكون الموعود انكارا له واستهزآء فان قيل أليس قال عليه السلام "بعثت أنا والساعة كهاتين" فكان عالما بقرب وقوع القيامة فكيف قال ههنا لا أدرى اقريب ام بعيد والجواب ان المراد بقرب وقوعه هو ان ما بقى من الدنيا اقل ممن انقضى فهذا القدر من القرب معلوم واما قربه بمعنى كونه بحيث يتوقع فى كل ساعة فغير معلوم على ان كل آت قريب ولذا قال تعالى أتى امر الله فلا تستعجلوه وقال كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا الا ساعة من نهار وذلك بالموت للمتقدمين ووقوع عين القيامة للمتأخرين كما اوعد نوح عليه السلام بالطوفان فلم يدركه بعضهم بل هلك قبله وغرق فى طوفان الموت وبحر البلاء قال بعض اهل المعرفة قل ان ادرى أقريب ما توعدون فى القيامة الصغرى من افناء الصورى والموت الطبيعى الاضطرارى والدخول فى نار الله الكبرى عند البعث لعدم الوقوف على قدر الله او فى الكبرى من الموت لارادى والفناء الحقيقى لعدم الوقوف على قوة الاستعداد فيقع عاجلا ام ضرب الله غاية واجلا.