التفاسير

< >
عرض

يٰأَيُّهَا ٱلْمُزَّمِّلُ
١
-المزمل

روح البيان في تفسير القرآن

{ يا ايها المزمل } اى المتزمل من تزمل بثيابه اذا تلفف بها وتغطى فأدغم التاء فى الزاى فقيل المزمل بتشديدين كان عليه السلام نائما بالليل متزملا فى قطفية اى دثار مخمل فأمر أن يترك التزمل الى التشمر للعبادة ويختار التهجد على الهجود وقال ابن عباس رضى الله عنهما اول ما جاءه جبريل خافه فظن ان به مسا من الجن فرجع من جبل حرآء الى بيت خديجة مرتعدا وقال زملونى فبينما هو كذلك اذ جاء جبريل وناداه وقال يا ايها المزمل وعن عكرمة ان المعنى يا أيها الذى زمل امرا عظيما اى حمله والزمل الحمل وازدمله احتمله قال السهيلىرحمه الله ليس المزمل من اسمائه عليه السلام التى يعرف بها كما ذهب اليه بعض الناس وعده فى اسمائه وانما المزمل مشتق من حالته التى كان عليها حين الخطاب وكذا المدثر وفى خطابه بهذا الاسم فائدتان احداهما الملاطفة فان العرب اذا قصدت ملاطفة المخاطب وترك الماتبة سموه باسم مشتق من حالته التى هى عليها كقول النبى عليه السلام لعلى رضى الله عنه حين غاضب فاطمة رضى الله عنها اى اغضبها واغضبته فأتاه وهو نائم قد لصق بجنبه التراب فقال له "قم يا أبا تراب" اشعارا بأنه غير عاتب عليه وملاطفة له وكذلك قوله عليه السلام لحذيفة رضى الله عنه "قم يا نومان " وكان نائما ملاطفة واشعارا بترك العتب والتأديب فقول الله تعالى لمحمد عليه السلام يا ايها المزمل تأنيس وملاطفة ليشعر انه غير عاتب عليه والفائدة الثانية التنبيه لكل متزمل راقد ليله لينتبه الى قيام الليل وذكر الله فيه لان الاسم المشتق من الفعل يشترك فيه مع المخاطب كل من عمل بذلك العمل واتصف بتلك الصفة انتهى وفى فتح الرحمن الخطاب الخاص بالنبى عليه السلام كأيها المزمل ونحوه عام للامة الا بدليل يخصه وهذا قول احمد والحنفية والمالكية وقال اكثر الشافعية لا يعمهم الا بدليل وخطابه عليه السلام لواحد من الامة هل يعم غيره قال الشافعى والحنفية والاكثر لا يعم وقال أبو الخطاب من ائمة الحنابلة ان وقع جوابا عم والا فلا.