التفاسير

< >
عرض

وَذَرْنِي وَٱلْمُكَذِّبِينَ أُوْلِي ٱلنَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً
١١
-المزمل

روح البيان في تفسير القرآن

{ وذرنى والمكذبين } اى دعنى واياهم وكل امرهم الى فانى اكفيكهم وقد سبق فى ن والقلم وقال بعضهم يجوز نصب المكذبين على المعية اى دعنى معهم وهو الظاهر ويجوز على العطف اى دعنى على امرى مما تقتضيه الحكمة ودع المكذبين بك وبالقرءآن وهو اوفق للصناعة لان النصب انما يكون نصبا فى الدلالة على المصاحبة اذا كان الفعل لازما وهنا الفعل متعد { اولى النعمة } ارباب التنعم وبالفارسية خداوندان نازوتن آسانى.
صفة للمكذبين وهم صناديد قريش وكانوا أهل ترفه وتنعم لا سيما بنى المغيرة والنعمة بفتح النون التنعم وبكسرها الانعام وما انعم به عليك وبالضم السرور والتنعم استعمال ما فيه النعمة واللين من المأكولات والملبوسات وفى تاج المصادر التنعم بنازريستن.
وفيه اشارة الى ان متعلق الذم ليس نفس النعمة والرزق بل التنعم بهما كان قال عليه السلام لمعاذ رضى الله عنه حين بعثه الى اليمن واليا
"اياك والتنعم فان عباد الله ليسوا بالمتنعمين" .وفيه تسلية للفقرآء فانهم يدخلون الجنة قبل الاغنياء بخمسمائة عام { ومهلهم } التمهيل زمان دادن. والمهل والتؤدية والسكون يقال مهل فى فعله وعمل فى مهلة { قليلا } اى زمانا قليلا واجلهم اجلا يسيرا ولا تعجل فان الله سيعذبهم فى الآخرة اذ عمر الدنيا قليل وكل آت قريب ويدل على هذا المعنى ما بعد الآية من بيان عذاب الآخرة وقال الطبرى كان بين نزول هذه الآية ووقعة بدر زمان يسير ولذا قيل انها مدنيه.