التفاسير

< >
عرض

وَٱلصُّبْحِ إِذَآ أَسْفَرَ
٣٤
-المدثر

روح البيان في تفسير القرآن

{ والصبح } قال فى القاموس الصبح الفجر او اول النهار والجمع اصباح وفى المفردات الصبح والصباح اول النهار وهو وقت ما احمر الافق بحاجب الشمس { اذا } ظرف لما يستقبل من الزمان واتفقوا على اذا ههنا نظرا الى تأخره عن الليل من وجه { اسفر } اى ضاء وانكشف فان الاسفار بالفارسية روشن شدن.
قال الراغب السفر كشف الغطاء ويختص ذلك بالاعيان نحو سفر العمامة عن الرأس والخمار عن الوجه والاسفار يختص باللون نحو والصبح اذا اسفر اى شرق لونه ووجهه وأسفروا بالفجر تؤجروا من قولهم اسفرت اى دخلت فيه نحو أصبحت وفى قوت القلوب الفجر الثانى هو انشقاق شفق الشمس وهو بريق بياضها الذى تحت الحمرة وهو الشفق الثانى على ضد غروبها لان شفقها الاول من العشاء هو الحمرة بعد الغروب وبعد الحمرة البياض وهوالشفق الثانى من اول الليل وهو آخر سلطان شعاع الشمس وبعد البياضى سواد الليل وغسقه ثم ينقلب ذلك على الضد فيكون بدء طلوعها الشفق الاول وهو البياض وبعده الحمرة وهو شفقها الثانى وهو أول سلطانها من آخر الليل وبعده طلوع قرص الشمس فالفجر هو انفجار شعاع الشمس من الفلك الاسفل اذا ظهرت على وجه ارض الدنيا يستر عينها الجبال والبحار والاقاليم المشرفة العالية ويظهر شعاعها منتشرا الى وسط الدنيا عرضا مستطيرا انتهى (قال الكاشفى) اقسم بالقمر اى بالقلب المستعد الصافى القابل للانذار المتعظ به المنتفع بتذكره تعظيما وبليل ظلمه النفس اذ أدبر أى ذهب بانقشاع ظلمتها عن القلب باشراق نور الروح عليه وتلالى طوالعه وبصبح طلوع ذلك اذا اسفر لزالت الظلمة بكليتها وتنور القلب انتهى فظهر من هذا حسن موقع ذكر القمر والليل والصبح فى مقام ذكر سقر ودواهيها لان سقر اشارة الى الطبيعة وجهنم النفس.