التفاسير

< >
عرض

وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ
٤
-المدثر

روح البيان في تفسير القرآن

{ وثيابك فطهر } جمع ثوب من اللباس اى فطهرها مما ليس بطاهر بحفظها وصيانتها عن النجاسات وغسلها بالماء الطاهر بعد تلطخها فانه قبيح بالمؤمن الطيب أن يحمل خبيثا سوآء كان فى حال الصلاة او فى غيرها وبتقصيرها ايضا فان طولها يؤدى الى جر الذيول على القاذورات فيكون التطهير كناية عن التقصير لانه من لوازمه ومعنى التقصير أن تكون الى اتصاف الساقين او الى الكعب فانه عليه السلام جعل غاية طول الازار الى الكعب وتوعد على ما تحته بالنار. وحضرت مرتضى رضى الله عنه كفت كوتاه كن جامه را. فانه أتقى وانقى وابقى وهو اول ما أمر به عليه السلام من رفض العادات المذمومة فان المشركين ما كانوا يصونون ثيابهم عن النجاسات وفيه انتقال من تطهير الباطن الى تطهير الظاهر لان الغالب ان من نقى باطنه أبى الا اجتناب الخبث وايثار الطهارة فى كل شئ فان الدين بنى على النظافة ولا يدخل الجنة الا نظيف والله يحب الناسك النظيف وفى الحديث "غسل الاناء وطهارة الفناء يورثان الغنى" وفى المرفوع "نظفوا أفواهكم فانها طرق القرءآن" قال الراغب الطهارة ضربان طهارة جسم وطهارة نفس وقد حمل عليهما عامة الآيات وقوله وثيابك فطهر قيل معناه نفسك نزهها عن المعايب انتهى او طهر قلبك كما فى القاموس او اخلاقك فحسن قاله الحسن وفى الخبر حسن خلقك ولو مع الكفار تدخل مداخل الابرار او عملك فأصلح كما فى الكواشى ومنه الحديث "يحشر المرء فى ثوبيه اللذين مات فيهما" اى عمليه الخبيث والطيب كما فى عين المعانى وانه ليبعث فى ثيابه اى اعماله كما فى القاموس او اهلك فطهرهم من الخطايا بالوعظ والتأديب والعرب تسمى الاهل ثوبا ولباسا قال تعالى هن لباس لكم وانتم لباس لهن (كما فى كشف الاسرار) وقال ابن عباس لا تلبسها على معصية ولا على غدار البسها وأنت بر طاهر كما فى فتح الرحمن قال الشاعر

وانى بحمد الله لاثوب فاجر لبست ولا من غدرة أتقنع

وذلك ان الغادر والفاجر يسمى دنس الثيات كما ان اهل الصدق والوفاء يسمى طاهر الثياب.
ودرنفحات ازشيخ ابو الحسن شاذلى قدس سره نقل ميكندكه حضرت رسالت را صلى الله عليه وسلم درخواب ديدم ومرا كفت اى على طهر ثيابك من الدنس تحفظ بمدد الله فى كل نفس يعنى باكيزه كردان جامهاى خود را از جرك تابهره مند كردى بمدد وتأييد خداى تعالى درهر نفسى كفتم يا رسول الله ثياب من كدامست فرمودكه برتو حق تعالى بنج خلعت بوشانيد خلعت محبت وخلعت معرفت ووخلعت توحيد وخلعت ايمان وخلعت اسلام هركه خدا يرا دوست دارد بروى آسان شود هرجيز وهركه خدا برابشنا سد در نظروى خردنمايد هرجيز وهركه خدا يرا به يكانكى بداند بوس شريك نياردهيج جيزرا وهركه خداى تعالى را ايمان آردايمن كردداز هرجيزوهركه باسلام متصف بودخدا يراعاصى نشود واكرعاصى شوداعتذار كندوجون اعتذار كندقبول افتد بفضل الله تعالى بس شيخ فرمود ازاينجا دانستم قول خدا يرا وثيابك فطهر

درتو بوشيد لطف يزدانى خلعتى از صفات روحانى
دارش ازلوث خشم وشهوت دور تابيا كيزكى شوى مشهور