التفاسير

< >
عرض

وَمَا يَذْكُرُونَ إِلاَّ أَن يَشَآءَ ٱللَّهُ هُوَ أَهْلُ ٱلتَّقْوَىٰ وَأَهْلُ ٱلْمَغْفِرَةِ
٥٦
-المدثر

روح البيان في تفسير القرآن

{ وما يذكرون } بمجرد مشيئتهم للذكر كما هو المفهوم من ظاهر قوله تعالى فمن شاء ذكره اذ لا تأثير لمشيئة العبد وارادته فى افعاله وضمير الجمع اما ان يعود الى الكفرة لان الكلام فيهم او على من نظر الى عموم المعنى لشموله لكل من المكلفين { الا ان يشاء الله } اسثناء مفرغ من اعم العلل او من اعم الاحوال اى وما يذكرون لعلة من العلل او فى حال من الاحوال الا بأن يشاء الله او حال ان يشاء الله ذكرهم وهذا تصريح بأن افعال العبد بمشيئة الله لا بارادة نفسه قال فى عين المعانى فمن شاء الخ تخيير باعطاء المكنة لتحقيق العبودية وقوله الا ان يشاء الله تخيير امضاء القدرة لتحقيق الالوهية { هو } اى الله تعالى { اهل التقوى } اى حقيقى بأن يتقى عقابه ويؤمن به ويطاع فالتقوى مصدر من المبنى للمفعول { واهل المغفرة } حقيق بأن يغفر لمن آمن به واطاعه قال بعضهم التقوى هو التبرى من كل شئ سوى الله فمن لزم الآداب فى التقوى فهو اهل المغفرة.
تمت سورة المدثر فى اوائل ذى الحجة من سنة ست عشرة ومائة وألف