التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ
٦
-المدثر

روح البيان في تفسير القرآن

{ ولا تمنن تستكثر } برفع تستكثر لانه مستقبل فى معنى الحال اى ولا تعط مستكثرا اى رآئيا لما تعطيه كثيرا او طالبا للكثير عى انه نهى عن الاستغزار وهو أن يهب شيأ وهو يطمع أن يتعوض من الموهب له اكثر مما اعطاه وهو جائز ومنه الحديث المستغزر يثاب من هبته اى يعوض منها والغزارة بالغين المعجمة وتقديم الزاى الكثرة فهو اما للتحريم وهو خاص برسول الله عليه السلام لعلو منصبه فى الاخلاق الحسنة ومن ذلك حلت الزكاة لفقرآء امته ولم تحل له ولأهله لشرفه او للتنزيه للكل اى له ولامته وقال بعضهم هو من المنة لان من يمن بما يعطى يستكثره ويعتد به والمنة تهدم الصنيعة خصوصا اذا من بعمله على الله بأن يعده كثيرا فان العمل من الله منة عليه كما قال تعالى بل الله يمن عليكم ومن شكر طول عمره بالعبادة لم يقض شكر نعمة الايجاد فضلا عما لا يحصى من انواع الجود.