التفاسير

< >
عرض

وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ
٢٧
-القيامة

روح البيان في تفسير القرآن

{ وقيل من راق } معطوف على بلغت وقف حفص على من وقفة يسيرة من غير تنفس قال بعضهم لعل وجهه استثقال الرآء المشددة التى بعدها قاف غليظة تلفظ فى الادغام واستكراه القطع التام بين المبتدأ والخبر والاستفهام والمستفهم عنه فى النفس والفرار من الاظهار دون سكتة لانه يعد من اللحن عند اتصال النون الساكنة بالرآء بين اهل القرءآة وقال من حضر صاحبها من يرقيه يعنى افسون ميكنند. وينجيه مما هو فيه من الرقية وهو التعويذ بما به يحصل الشفاء كما يقال بسم الله أرقيك وفعله من باب ضرب والاستفهام على هذا يحتمل أن يكون بمعنى الطلب كأن الذين حول ذلك الانسان طلبوا له طبيبا يعالجه وراقيا يرقيه ويحتمل أن يكون استفهام بمعنى الانكار كما يقال عند اليأس من الذى يقدر أن يرقى هذا الانسان المشرف على الموت وهو الظاهر كما قال الراغب من راق اى من يرقية تنبيها على انه لا راقى يرقيه فيحييه وذلك اشارة الى نحو ما قال

واذا المنية انشبت اظفارها الفيت كل تميمة لا تنفع

التميمة خرزات كان العرب يعلقونها على اولادهم خوفا من العين وهو باطل لقوله عليه السلام "من علق تميمة فقد أشرك واياها" أراد صاحب البيت المذكور وقيل هو من كلام ملائكة الموت يقولون أيكم يرقى بروحه ملائكة الرحمة او ملائكة العذاب من الرقى وفعله من باب علم وقوله ملائكة الرحمة لا يمانعه قوله فلا صدق ولا صلى الآيات لان الضمير فيه لجنس الانسان فلا يتعين كون المختضر من اهل النار قال الكلبى يحضر العبد عند الموت سبعة املاك من ملائكة الرحمه وسبعة من ملائكة العذاب مع ملك الموت فاذا بلغت نفس العبد التراقى نظر بعضهم الى بعض أيهم يرقى بروحه الى السماء فهو قوله من راق وقال ابن عباس رضى الله عنهما ان الملائكة يكرهون القرب من الكافر فيقول ملك الموت من يرقى بروح هذا الكافر.