التفاسير

< >
عرض

بَلْ يُرِيدُ ٱلإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ
٥
-القيامة

روح البيان في تفسير القرآن

{ بل يريد الانسان ليفجر امامه } الفجر شق الشئ شقا واسعا والفجور شق ستر الديانة وقال بعضهم الفجور الميل فالكاذب والمكذب والفاسق فاجر اى مائل عن الحق ومنه قول الاعرابى فى حق عمر رضى الله عنه.
اغفر له اللهم ان كان فجر اى كذب واللام للتأكيد مثل قوله وانصح لكم فى انصحكم وان يفجر مفعول يريد وقد يقال مفعوله محذوف يدل عليه قوله ليفجر امامه والتقدير يريد شهواته ومعاصيه وقال سعدى المفتى الظاهر ان يريد ههنا منزلة اللازم ومصدره مقدر بلام الاستغراق بمعونة المقام يعنى مقام تقبيح حال الانسان اى يوقع جميع ارادته ليفجر وجعل ابو حيان بل لمجرد الاضراب عن الكلام الاول وهو نجمعها قادرين من غير باطال المضمون والاخذ فى بيان ما عليه الانسان من انهماكه فى الفجور من غير عطف وقال غيره عطف على ايحسب اما على انه استفهام مثله اضرب عن التوبيخ بذلك الى التوبيخ بهذا او على انه ايجاب انتقل اليه من الاستفهام وهذا ابلغ واولى والمعنى بل يريد الانسان ليدوم على فجوره فيما بين يديه من الاوقات وفيما يستقبله من الزمان لا يرعوى عنه فالأمام ههنا مستعار للزمان من المكان وقال الراغب يريد الحياة ليتعاطى الفجور فيها وقيل معناه يذنب ويقول غدا اتوب ثم لا يفعل فيكون ذلك فجورا لبذلة عهدا لا يفى به (وقال الكاشفى) بلكه خواهد آدمى آنكه دروغ كويد بآنجه اورا دربيش است ازبعث وحساب. وفيه اشارة الى ان الانسان المحجوب يريد ليفجر أمامه بحسب الاعتقاد والنية قبل الاتيان بالفعل وذلك بالعزم المؤاخذ به على ما عرف فى محله.