التفاسير

< >
عرض

مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَىٰ ٱلأَرَائِكِ لاَ يَرَوْنَ فِيهَا شَمْساً وَلاَ زَمْهَرِيراً
١٣
-الإنسان

روح البيان في تفسير القرآن

{ متكئين فيها } اى فى الجنة { على الارائك } بر تختهاى آرسته. قوله متكئين حال من هم فى جزاهم والعامل فيها جزى قيد المجازاة بتلك الحال لانها ارفه الاحوال فكان غيرها لا يدخل فى الجزآء والارآئك هى السرور فى الحجال تكون فى الجنة من الدر والياقوت موضونة بقضبان الذهب والفضة وألوان الجواهر جمع اريكة كسفينة ولا تكون أركية حتى تكون فى حجلة وهى بالتحريك واحدة حجال العروس وهى بيت مزين بالثياب والستور والظاهر أن على الارآئك متعلق بمتكئين لان الاتكاء يتعدى بعلى اى مستقرين متمكنين على الارآئك كقوله متكئين على فرش ولا يبعد أن يتعلق بمقدر يكون حالا من ضمير متكئين اى متكئين فيها على الوسائد او غيرها مستقرين على الارآئك فيكون الاتكاء بمعنى الاعتماد { لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا } اى حرارة ولا برودة كما يرون فى الدنيا لان الحرارة غالبة على ارض العرب والبرودة على ارض العجم والروم وهو حال ثانية من الضمير اى يمر عليهم هوآء معتدل لا حار ولا بارد مؤذ يعنى ان قوله لا يرون الخ كناية عن هذا المعنى والزمهرير شدة البرد وازمهر اليوم اشتد برده وفى الحديث هوآء الجنة سجسج لا حرف فيه ولا قر اى معتدل لا حر فيه ولا برد فان القر بالضم البرد وفى الخبر عن النبى عليه السلام انه قال "اشتكت النار الى ربها فقالت اكل بعضى بعضا فنفسنى فاذن لها فى كل عام بنفسين نفس فى الشتاء ونفس فى الصيف فأشد ما تجدون من البرد من زمهرير جهنم وأشد ما تجدون من الحر من حرها" وروى عن ابن عباس رضى الله عنهما انه قال فبينما اهل الجنة فى الجنة اذ رأوا ضوأ كضوء الشمس وقد أشرقت الجنان له فيقول اهل الجنة يا رضوان قال ربنا عز وجل لا يرون فيها شمسا ولا زمهريرا فيقول لهم رضوان ليست هذه بشمس ولا قمر ولكن هذه فاطمة وعلى رضى الله عهنما ضحكهما ضحكا اشرقت الجنان من نور ضحكها وفيهما انزل الله تعالى هل أتى على الانسان حين من الدهر الى قوله وكان سعيكم مشكورا قال القاشانى لا يرون فى جنة الذات شمس حرارة الشوق اليها مع الحرمان ولا زمهرير برودة الوقوف مع الاكوان فان الوقوف مع الكون برد قاسر وثقل عاصر وفى التأويلات النجمية لا يرون فى جنة الوصال حر شمس المشاهدة المفنى للمشاهد بحيث لا يجد لذة الشهود لان سطوة المشاهدة تفنى المشاهد بالكلية فلا يجد لذة الشهود من المحبوب المعبود والى هذا المعنى أشار النبى عليه السلام فى دعاء اللهم ارزقنا لذة مشاهدتك لا زمهرير برد الحجاب والاستتار.