التفاسير

< >
عرض

عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوۤاْ أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً
٢١
-الإنسان

روح البيان في تفسير القرآن

{ عاليهم ثياب سندس خضر } عاليهم ظرف على انه خبر مقدم وثياب مبتدأ مؤخر والجملة حال من ضمير عليهم اى يطوف عليهم ولدان عاليا للمعطوف عليهم ثياب الخ اى فوقهم وعلى ظهورهم ثياب سندس وهو الديباج الرقيق الفاخر الحسن واضافة الثياب الى السندس كاضافة الخاتم الى الفضة وبالفارسية بربهشتيان يعنى لباس زبرين ايشان جامهاى ديباى نازك. ولم يرض الزجاج بكون عاليهم نصبا على الظرف بمعنى فوقهم لانه لم يعرف فى الظررف وخضر جمع أخضر صفة ثياب كقوله ويلبسون ثيابا خضرا فالضمير للابرار لمطوف عليهم لان المقام مقام تعداد نعيمهم وكرامتهم فالمناسب أن تكون الثياب الموصوفة من الحرير والديباج وهذا من علامات الملك { واستبرق } بالرفع عطفا على ثياب بحذف المضاف اى ثياب استبرق وهو معرب استبره. بمعنى الغليظ سبق بيانه فى سورة الرحمن وهو بقطع الهمزة لكونه اسما للديباج الغليظ الذى له بريق { وحلوا أساور من فضة } عطف على ويطوف عليهم وهو ماض لفظا ومستقبل معنى وأساور مفعول ثان لحلوا بمعنى ويحلون والتحليه التزيين بالحلى وبالفارسية باحلى زيور كردن. وفيه تعظيم لهم بالنسبة الى أن يقال وتحلوا وأساور جمع اسورة فى جمع سوار وسوار المرأة اصله دستواره وكان الملوك فى الزمان الاول يحلون بها ويسرون من يكرمونه ولا ينافى هذه الآية ما فى الكهف والحج من قوله من أساور من ذهب لا مكان الجمع بين السوار الذهب والسوار الفضة فى أيديهم كما تجمع نساء مدنيا بين انواع الحلى وما احسن المعصم اذ يكون فيه سوار ان من جنسين وزيادة كالذهب والفضة واللؤلؤ وايضا لا مكان المعاقبة فى الاوقات تارة يلبسون الذهب واخرى يلبسون الفضة وايضا لا مكان التبعيض بأن يكون البعض ذهبا والبعض فضة فان حلى اهل الجنة يختلف حسب اختلاف اعمالهم فللمقربين الذهب وللابرار الفضة وايضا يعطى كل احد ما يرغب فيه ويميل طبعه اليه فان الطباع مختلفة فرب انسان يكون استحسانه لبياض الفضة فوق استحسانه صفرة الذهب { وسقاهم } بياشاماندا ايشانرا { ربهم شرابا } هو ما يشرب { طهورا } هذا الشراب الطهور نوع آخر يفوق النوعين السالفين كما يرشد اليه اسناد سقيه الى رب العالمين ووصفه بالطهورية لانه يطهر باطنهم عن الاخلاق الذميمة والاشياء المؤذية كالغش والغل والحسد وينزع ما كان فى اجوافهم من قذر وأذى وبه تحصل الصفوة المهيئة لانكعاس نور الجمال الالهى فى قلوبهم وهى الغاية القاصية من منازل الصديقين فلذا ختم بها مقالة ثواب الابرار فالطهور بمعنى المطهر صيغة اسم الفاعل وقيل مبالغة الطاهر من حيث انه ليس بنجس كخمر الدنيا وما مسته الأيدى القذرة والاقدام الدنسة ولا يؤول الى أن يكون نجسا بل يرشح عرقا من ابدانهم له ريح كريح المسك (قال الكاشفى) يبايد دانست كه جوى كوثر دربهشت خاصه حضرت رسالة است وذكر آن درسوره كثور خواهد آمد وجهار جوى ديكر ازان متقايأنست آب وشيروخمر وعسل وشمه ازصفات اودرسوره محمد مرقوم رقم بيان شد ودوجشمه ازان اهل خشبت است فيهما عينان تجريان ودوجشمه ازان اهل يمين است فيهما عينان نضاختان واين جهار جشمه درسوورة الرحمن آمد ديكر جشمه رحيق ازان ابرارست وجشمه تسنيم ازان مقربان واين هردودرسوره مطففين مذكورند ودوجشمه ازان اهل بيت است كافور وزنجبيل كه آنرا سلسبيل خوانند وشراب طهور نيز از ايشانست ومحققان آنرا شراب شهود كوبندكه مرآت دل نوشنده را بلوامع انوار قدم روشن ساخته بذير اى نقوش عكوس ازل وابدكرداند ووقت وحال اورا جنان صافى سازدكه مطلقا شوآئب غيريه درمشارع وحدت نماند ورنك دوكانكى مبدل كردانيده جام مدامرا يك رنك سازد _@_

همه جامست ونيست كوبى مى يا مدامست ونيست كويى جام

عارفى كفته اكر فردابزم نشينان داربقارا براى آنكه سرور شراب طهور خواهند جشانيد امروزباده نوشان خمخانه افضل را بنقدازان نصيبى تمام داره اند

ازسقاهم ربهم بين جمله ابرارمست درجمال لا يزال هفت وينج وجارمست

اى جوانمرد شراب آن شرابست كه دست غيب دهدرجام دل ريزدوعارف اورانوش كند قومى را شراب مست كرد وقومى راديدار

وأسكر القوم دور كأس وكان سكرى من المدير

بزركى را بخواب نمودنهكه معروف كرخىرحمه الله كرد عرش طراف مى كردورب العزة فرشتكانرامى كفت اورا شناسيد كفتندنه كفت معروف كرخى است بمهرما مست شدة تاديده او برمانيايد هشيار نكردد هركرا امروز شراب محبت نيست فردا اورا شراب طهور نيست.
قال بعضهم صليت خلف سهل بن عبد الله العتمة فقرأ قوله تعالى { وسقاهم ربهم شرابا طهورا } فجعل يحرك فمه كأنه يمص فلما فرغ من صلاته قيل له أتقرأ ام تشرب قال والله لو لم اجد لذته عند قرآءته كلذتى عند شربه ما قرأته وفى التأويلات النجمية قوله عاليهم الخ يشير الى اتصاف اهل الجنة بملابس الصفات الالهية والاخلاق الربانية من خضر أى من الصفات الذاتية واستبرق اى من الصفات الاسمائية والى تحليهم بحلى أساور الاسماء الذاتية والصفاتية الزاهرة الباهرة وسقاهم ربهم بكأس الربوبية والتربية شراب المحبة الذاتية الطاهرة عن شوب كدورة رقبة الاغيار.