التفاسير

< >
عرض

إِنَّ هَـٰؤُلاَءِ يُحِبُّونَ ٱلْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَآءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً
٢٧
-الإنسان

روح البيان في تفسير القرآن

{ ان هؤلاء } اى كفار مكة عاد الى شرح احوال الكفار بعد شرح صدره عليه السلام بما ذكر من قوله انا نحن الخ { يحبون العاجلة } دوست ميدارند سراى شتا بنده را يعنى دنيارا وينهمكون فى لذاتها الفانية فهو الحاصل لهم على الكفر والاعراض عن الاتباع لا اشتباه الحق عليهم { ويذرون } يتركون { وراءهم } اى أمامهم لا يستعدون فهو حال من يوما او ينبذون ورآء ظهورهم فهو ظرف ليذرون فورآء يستعمل فى كل من أمام وخلف والظاهر فى وجه الاستعمالين ان ورآء اسم للجهة المتوارية اى المستترة المختفية عنك واستتار جهة الخلف عنك ظاهر وما فى جهة الامام قد يكون متواريا عنك غير مشاهد ومعاين لك فيشبه جهة الخلف فى ذلك فيستعار له اسم الورآء { يوما ثقيلا } لا يعبأون به ويوما مفعول يذرون وثقيلا صفته ووصفه بالثقل مع انه من صفات الاعيان الجسميه لا الامتدادات الوهمية لتشبيه شدته وهوله لثقل الحمل الثقيل ففيه استعارة تخييلية وفىالآية وعيد لاهل الدنيا ونعيمها خصوصا لاهل الظلم والرشوة.