التفاسير

< >
عرض

أَلَمْ نَخْلُقكُّم مِّن مَّآءٍ مَّهِينٍ
٢٠
فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ
٢١
-المرسلات

روح البيان في تفسير القرآن

{ الم نخلقكم } اى ألم نحدثكم واتفق القرآء على ادغام القاف فى الكاف فى هذا الحرف وذكر النقاش انه فى قرآءة ابن كثير ونافع برواية قالون وعاصم فى رواية حفص بالاظهار قاله فى الايضاح { من ماء مهين } بهوان الحدوث والامكان والابتذال اى من نطفة قذرة مهينة يعنى خوار وبى مقدار. والميم اصلية ومهانته قلته وخسته وكل شئ ابتذلته فلم تصنه فقد امتهنته اى خلقناكم منه ولذا عطف عليه قوله { فجلعناه } اى الماء وبالفارسية بس نكاه داشتيم آن آب را { فى قرار مكين } وهو الرحم بكسر الحاء المهملة اى وعاء الولد فى بطن الام يعنى درقرار كاه استواركه رحم است. فالقرار موضع الاستقرار والمكين الحصين اى جعلنا ذلك الماء فى مقر حصين يتمكن فيه الماء محفوظا سالما من التعرض له فمكين من المكانة بمعنى التمكن لا منها بمعنى المنزلة والمرتبة من الكون يقال رجل مكين فى مكة اى متمكن فيها ومكين عند الامير اى ذو منزلة ومرتبة عنده فيكون فعيلا لا مفيلا.