التفاسير

< >
عرض

وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُم مَّآءً فُرَاتاً
٢٧
-المرسلات

روح البيان في تفسير القرآن

{ وجعلنا فيها رواسى } اى جبالا ثوابت يعلى وبيافريديم درزمين كوهاى استوار وباى برجاه فمفعول جعلنا مقدر ورواسى صفة له من رسا الشئ يرسو اى ثبت والجبال ثوابت على ظهر الارض لا نزول { شامخات } صفة بعد صفة والشامخ العالى المرتفع اى طوالا شواهق يعنى بلد وسر فراز ومنه شمخ بأنفه عبارة عن الكبر وفى عين المعانى رواسى اى ثوابت الاصول رواسخ العروق شامخات اى مرتفعات الفروع ووصف جمع المذكر بجمع المؤنث فى غير العقلاء مطرد كاشهر معلومات ونحوه والتنكير للتخفيم او للاشعار بان ما يرى على ظهر الارض من الجبال بعض منها وان فى عداد الجبال ما لم يعرف ولم ير فان السماء فيها جبال ايضا بدلالة قوله تعالى من جبال فيها من برد.{ وأسقيناكم } وبياشامانيديم شمارا { ماء فراتا } اى عذبا جدا بأن خلقنا فيها انهارا ومنابع اى جعلناه سقيا لكم ومكناكم من شربه وكذا من سقيه دوابكم ومزارعكم وسمى نهر الكوفة فراتا للذته وقال ابو الليث ماء عذبا من السماء ومن الارض يقال الفرات للواحد والجمع وتاؤه اصل والتنكير للتفخيم او لافادة التبعيض لان فى السماء ماء فراتا ايضا بل هى معدنه ومصبه.