التفاسير

< >
عرض

ٱنطَلِقُوۤاْ إِلَىٰ ظِلٍّ ذِي ثَلاَثِ شُعَبٍ
٣٠
-المرسلات

روح البيان في تفسير القرآن

{ انطلقوا } خصوصا { الى ظل } اى الى ظل دخان نار جهنم كقوله تعالى وظل من يحموم اى دخان غليظ اسود { ذى ثلاث شعب } جمع شعبة يعنى خداوندسه شاخ يتشعب لعظمه ثلاث شعب كما هو شأن الدخان العظيم تراه يتفرق ذوآئب فقوله ذى ثلاث شعب كناية عن كون ذلك الدخان عظيما بناء على ان التشعب من لوزامه وقيل يخرج لسان من النار فيحيط بالكفار كسرادق وهو ما يمد فوق صحن البيت ويتشعب من دخانها ثلاث شعب فتظلهم حتى يفرغ من حسابهم والمؤمنون فى ظل العرش قال القاضى اخذا من التفسير الكبير خصوصية الثلاثة اما لان حجاب النفس عن انوار القدس الحس والخيال والوهم او لان المؤدى الى هذا العذاب هو القوة الوهمية الشيطانية الحالة فى الدماغ المشوشة للنفس عن ادراك الحقائق والقوة الغضبية السبعية التى عن يمين القلب الدافعة للنفس عن القيام على حق الاعتدال والقوة الشهوية البهيمية التى عن يساره المانعة للنفس عن الاتصاف بالاوصاف الالهية ولذلك قيل تقف شعبة فوق الكافر وشعبة عن يمينه وشعبة عن يساره فجميع ما يصدر عن الانسان من العقائد الفاسدة والاعمال الباطلة لا ينشأ الا من هذه القوى الثلاث الواهمة والغضبية والشهوية فهذه الثلاث لما كانت منبع جميع الآفات الصادرة عن الانسان تشعبت شعب العذات على حسبها.
بس هركه خواهدكه فردا زين دخان كه ظل من يحموم اشارت بدانست كردد امروز بنور عقل متمسك شده ازتيركى صفت شيطانى وسبعى ويهيمى ببايد كذشت.

زتاريكئ خشم وشهوت حذركن كه ازدود آن جشم دل تيره فردد
غضب جون در آمد رود عقل بيرون هوى جون شود جيره جان خيره كردد

ويحتمل أن تكون الخصوصية لتضييعهم القوى الثلاث التى هى السمع والبصر والفؤاد كما قال تعالى وجعل لكم السمع والابصار والافئدة قليلا ما تشكرون } ورعايتها مبدأ السعادات وعدم محافظتها واتلافها منشأ الشقاوات.
يقول الفقير عندى وجه آخر وهو أن الايمان عبارة عن التصديق والاقرار والعمل فجعلت كل شعبة من الثلاث بمقابلة واحدة من هذه الاركان دل على هذا قوله تعالى انطلقوا الى ما كنتم به تكذبون فأورد التكذيب الذى هو صفة القلب فان القلب لكونه مدار الاعضاء والقوى اذا فسد فسد اللسان وسائر الاركان فالتكذيب ظلمة باطنة للقلب ضوعفت بظلمة ترك الاقرار والعمل فلما تضاعفت الظلمات الباطنة فىالدنيا تضاعفت الظلمات الظاهرة فى الآخرة لان لكل عمل وصفة صورة شخصية جسدانية يوم القيامة