التفاسير

< >
عرض

لاَّ ظَلِيلٍ وَلاَ يُغْنِي مِنَ ٱللَّهَبِ
٣١
-المرسلات

روح البيان في تفسير القرآن

{ لا ظليل } اخذ من الظل للتأكيد كنوم نائم اى لا يظل من الحر وتوصيف الظل بأنه لا يظل من حر ذلك اليوم وهو حر النار للدلالة على ان تسمية ما يغشاهم من العذاب بالظل استهزآء بهم فان شأن الظل أن يدفع عمن يستظل به مقاساة شدة الحر وانه ينفعه ببرده ونسيمه والذى أمروا بالانطلاق اليه يضاعف عليهم ما هم فيه من الحر والعذاب فضلا عن أن يستريحوا ببرده اورد لما أوهمه لفظ الظل من الاسترواح كما مر فى الواقعة { ولا يغنى من اللهب } اى غير مغن لهم من حر اللهب كما يغنى ظل الدنيا من الحر فقوله لا ظليل فى موضع الجر على انه صفة الظل ولفظ غير مانع للصفتية اى ظل غير ظليل وغير مغن ومفعول يغنى محذوف وهو شيئا ون لبيانه ويغنى من اغنى عنى وجهه اى ابعده لان الغنى عن الشىء يباعده كما ان المحتاج اليه يقربه فصح أن يعبر باغناء شئ عن شئ عن ابعاده عنه فكان المعنى ان هذا الظل لا يظلكم من حر الشمس ولا يدفع عنكم لهب النار واللهب ما يعلو على النار اذا اضطرمت من أحمر وأصفر وأخضر وفى التأويلات النجمية ظل الروح وظل القلب ظل ظليل ممدود نفعه واثره وروحه لا ظل النفس والهوى وقال بعضهم ظل شجرة النفس الخبيثة المنقطعة عن نور الوحدة بظلمة ذاتها ليس بظليل كظل شجرة طوبى فلا يفيد الروح والراحة بخلاف ظل شجرة النفس الطيبة المنورة بنور الوحدة الغير المتشعبة الى الشعب المختلفة المتضادة كالشيطانية والسبعية والبهيمية.