التفاسير

< >
عرض

فَإِن كَانَ لَكمُ كَيْدٌ فَكِيدُونِ
٣٩
-المرسلات

روح البيان في تفسير القرآن

{ فان كان لكم كيد } حيلة تدفعون بها عنكم العذاب والظاهر أن هذا خطاب من الله للكفار { فكيدون } اصله فكيدونى حذف ياء المتكلم اكتفاء بالكسرة والنون للوقاية وهو أمر من كاد يكيد كيدا وهو المكر والاحتيال والخديعة والمعنى واحتالوا لأنفسكم وتخلصوا من عذابى ان قدرتم فان جميع من كنتم تقلدونهم وتقتدون بهم حاضرون يعنى حيله باخداى بيش نرود وبمكر ودستان عذاب ازخود دفع نتوانيد كرد

بمكر وحيله عذاب خداى رد نشود نياز بايد واخلاص ونالهء سحرى
توان خريد بيك آه ملك هردوجهان ازان معامله غافل مشوكه حيف خورى

وهذا امر اهانة وخطاب تعجيز وتقريع لهم على كيدهم للمؤمنين فى الدنيا وتخجيل لهم بأنهم كانوا فىالدنيا يدفعون الحقوق عن أنفسهم ويبطلون حقوق الناس بضروب الحيل والمكايد والتلبيسات فخاطبهم الله حين علموا ان الحيل منقطعة والتلبيسات غير ممكنة بقوله فان كان لكم كيد فكيدون لما ذكر من التقريع والتخجيل ولاظهار عجزهم عن الكيد فان مثل هذا الكلام لا يتكلم به الا من تيقن بعجز مخاطبه عما هو بصدده وفى بعض التفاسير اى فان وجد كيد نافع لكم على ان لكم متعلق بكان او نافعا لكم على انه حال من كيد.