التفاسير

< >
عرض

عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ
١
-النبأ

روح البيان في تفسير القرآن

{ عم } اصله عن ما ادغمت النون فى الميم لاشتراكهما فى الغنة فصار عما ثم حذفت الالف كما فى لم وبم وفم والى م وعلى م فانها فى الاصل لما وبما وفيما والى ما وعلى ما اما فرقا بين الاستهامية وغيرها او قصدا للخفة لكثرة استعمالها وقد جاءت فى العشر غير محذوفة كما ذكره ابو البقاء وما فيها من الابهام للايذان بفخامة شأن المسئول عنه وهوله وخروجه عن حدود الاجناس المعهودة كأنه خفى جنسه فيسأل عنه فالاستفهام ليس على حقيقته بل لمجرد التفخيم فان المسئول عنه ليس بمجهول بالنسبة الى الله تعالى اذ لا يخفى عليه خافية والمعنى عن اى شئ عظيم { يتساءلون } اى اهل مكة وكانوا يتساءلون عن البعث والحشر الجسمانى ويتحدثون فيما بينهم ويخوضون فيه انكارا واستهزآء لكن لا على طريقة التساؤل عن حقيقته ومسماه بل عن وقوعه الذى هو حال من احواله ووصف من اوصافه فان ماوان وضعت لطلب حقائق الاشياء ومسميات اسمائها كما فى قولك ما الملك وما الروح لكنها قد يطلب بها الصفة والحال تقول ما زيد فيقال عالم او طبيب.