التفاسير

< >
عرض

وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ كِتَاباً
٢٩
-النبأ

روح البيان في تفسير القرآن

{ وكل شئ } اى واحصينا كل شئ من الاشياء التى من جملتها اعمالهم فانتصابه بمضمر يفسره قوله { احصيناه } اى حفظناه وضبطناه وذلك اى انتصابه بالاضمار على شريطة التفسير هو الراجح لتقدم جملة فعله ولا يضره كون هذه الجملة معترضة كما سيجئ او لان المقصود المهم هنا الاخبار عن الاحصاء لا الاخبار عن كل شئ { كتابا } مصدر مؤكد لاحصيناه من غير لفظه لما ان الاحصاء والكتابة من واد واحد أى يتشاركان فى معنى الضبط فكأنه قال وكل شئ احصيناه احصاء مساويا فى القوة والثبات بالعلم المقيد بالكتابة او كتبناه كتابا واثبتناه اثباتا ويجوز ان يكون من الاحتباك حذف فعل الثانى بقرينة الاول ومصدر الاول بقرينة الثانى اى احصيناه احصاء وكتبناه كتابا او هو اى كتابا حال بمعنى مكتوبا فى اللوح وفى صحف الحفظة والجملة اعتراض لتوكيد كفرهم بالحساب وتكذيبهم بالآيات بانهما محفوظان للمجازاة قال القاشانى وكل شئ من صور اعمالهم وهيئات عقائدهم ضبطناه ضبطا بالكتابة عليهم فى صحائف نفوسهم وصحائف النفوس السماوية.