التفاسير

< >
عرض

فَذُوقُواْ فَلَن نَّزِيدَكُمْ إِلاَّ عَذَاباً
٣٠
-النبأ

روح البيان في تفسير القرآن

{ فذوقوا } بس بجشيد عذاب دوزخ { فلن نزيدكم الا عذابا } فوق عذابكم والفاء فى فذوقوا جزآئيه دالة على ان الامر بالذوق مسبب عن كفرهم بالحساب وتكذيبهم بالآيات ومعلل به فيكون وكل شئ الخ جملة معترضة بين السبب ومسببه تؤكد كل واحد من الطرفين لانه كما يدل على كون معاصيهم مضبوطة مكتوبة يدل على ان ما يتفرع عليها من العذاب كائن لا محالة مقدر على حسب استحقاقهم به وفى الالتفات المنبئ عن التشديد فى التهديد وايراد لن المفيدة لكون ترك الزيادة من قبيل ما لا يدخل تحت الصحة من الدلالة على تبالغ الغضب مالا يخفى وقد روى عن النبى صلى عليه السلام ان هذه الآية اشد ما فى القرءآن على اهل النار اى لان فيها الاياس من الخروج فكلما استغاثوا من نوع من العذاب اغيثوا بأشد منه فتكون كل مرتبة منه متناهية فى الشدة وان كانت مراتبة غير متناهية بحسب العدة والمدة وهذا لا يخالف قوله تعالى { ولا يكلمهم الله } لان المراد بالمنفى التكلم باللطف والاكرام لا بالقهر والجلال فان قيل هذه الزيادة ان كانت غيره مستحقة كانت ظلما وان كانت مستحقة كان تركها فى اول الامر احسانا والكريم لا يليق به الرجوع فى احسانه فالجواب انها مستحقة ودوامها زيادة لثقل العذاب وايضا ترك المستحق فى بعض الاوقات لا يوجب الابرآء والاسقاط حتى يكون ايقاعه بعده رجوعا فى الاحسان وايضا كانوا يزيدون كفرهم وتكذيبهم واذيتهم للرسول عليه السلام واصحابه رضى الله عنهم فيزيد الله عذابهم لزيادة الاستحقاق فلا ظلم فان قيل قوله فذوقوا الخ تكرار لانه ذكر سابقا انهم لا يذوقون الخ قلنا انه تكرار لزيادة المبالغة فى تقرير الدعوى وهو كون العاقب جزآء وفاقا.