التفاسير

< >
عرض

وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجاً
٨
-النبأ

روح البيان في تفسير القرآن

{ وخلقناكم } عطف على المضارع المنفى بلم داخل فى حكمه فانه فى قوة انا جعلنا او على ما يقتضيه الانكار التقريرى فانه فى قوة ان يقال قد جعلنا { ازواجا } اى حال كونكم اصنافا ذكرا وانثى ليسكن كل من الصنفين الى الآخر وينتظم امر المعاشرة والمعاش ويتسنى التناسل والزوج يقال لكل واحد من القرينين المزدوجين حيوانا او غيره كالخف والنعل ولا يقال للاثنين زوج بل زوجان ولذا كان الصواب ان يقال قرضته بالمقراضين وقصصته بالمقصين لانهما اثنان لا بالمقراض وبالمقص كذا قال الحريرى فى درة الغواص وقال صاحب القاموس يقال للاثنين هما زوجان وهما زوج انتهى ولعله من قبيل الاكتفاء بأحد الشقين عن الآخر وزوجة للمرأة لغة رديئة لقوله تعالى { يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة } ويقال لكل ما يقترن بآخر مماثلا له او مضادا زوج ولذا قال بعضهم فى الآية وخلقناكم حال كونكم معروضين لاوصاف متقابلة كل واحد منهما مزدوج بما يقابله كالفقر والغنى والصحة والمرض والعلم والجهل والقوة والضعف والذكورة والانوثة والطول والقصر الى غير ذلك وبه يصح الابتلاء فأن الفاضل يشتغل بالشكر والمفضول بالصبر ويعرف قدر النعمة عند الترقى من الصبر الى الشكر وكل ذلك دليل على كمال القدرة ونهاية الحكمة.