روح البيان في تفسير القرآن
{ وجعلنا } صيرنا { نومكم } وهو استرخاء اعصاب الدماغ برطوبات البخار الصاعد اليه ولذا قل فى اهل الرياضة لقلة الرطوبة { سباتا } موتا اى كالموت والمسبوت الميت من السبت وهو القطع لانه مقطوع عن الحركة ومنه سمى يوم السبت لان الله تعالى ابتدأ بخلق السموات والارض يوم الاحد فخلقها فى ستة ايام فقطع عمله يوم السبت فسمى بذلك وايضا هو يوم ينقطع فيه بنو اسرآئيل عن العمل والنوم احد التوفيين كما قال تعالى { الله يتوفى الانفس حين موتها والتى لم تمت فى منامها } اى ويتوفى التى لم تمت فى منامها وذلك لما بينهما من المشاركة التامة فى انقطاع احكام الحياة فالتنوين للنوعية اى وجعلنا نومكم نوعا من الموت وهو الموت الذى ينقطع ولا يدوم اذ لا ينقطع ضوء الروح الا عن ظاهر البدن وبهذا الاعتبار قيل له اخو الموت والنوم بمقدار الحاجة نعمة جليلة وقيل سباتا اى قطعا عن الاحساس والحركة لا راحة القوى الحيوانية وازاحة كلا لها والاول هو اللائق بالمقام كما ستعرفه.