التفاسير

< >
عرض

أَإِذَا كُنَّا عِظَاماً نَّخِرَةً
١١
-النازعات

روح البيان في تفسير القرآن

{ أئذا } العامل فى اذا مضمر يدل عليه مردودون اى أئذا { كنا } باجون كرديم ما { عظاما نخرة } بالية نرد ونبعث مع كونها ابعد شئ من الحياة فهو تأكيد لانكار الرد ونفيه بنسبته الى حالة منافية له ظنوا ان من فساد البدن وتفرق اجزآئه يلزم فساد ما هو الانسان حقيقة وليس كذلك ولو سلم ان الانسان هو هذا الهيكل المخصوص فلا نسلم امتناع اعادة المعدوم فان الله قادر على كل الممكنات فيقدر على جمع الاجزآء العنصرية واعادة الحياة اليها لانها متميزة فى علمه وان كانت غير متميزة فى علم الخلق كالماء مع اللبن فانهما وان امتزجا لكن احدهما متميزعن الآخر فى علم الله وان كان عقل الانسان قاصرا عن ادراكه والنخر البلى يقال نخر العظم والخشب بكسر العين اذا بلى واسترخى وصار بحيث لومس لتفتت ونخرة ابلغ من ناخرة لكونها من صيغ المبالغة او صفة مشبهة دالة على الثبوت ولذا اختارها الاكثر والناخرة اشبه برؤس الآى ولذا اختارها البعض وقيل النخرة غير الناخرة اذ النخرة بمعنى البالية واما الناخرة فهى العظام الفارغة المجوفة التى يحصل فيها صوت من هبوب الريح من نخير النائم والمجنون لا من النخر بمعنى البلى قال الراغب النخير صوت من الانف وسمى خرق الانف الذى يخرج منه النخير منخران فالمنخران ثقبتا الانف.