التفاسير

< >
عرض

إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِٱلْوَادِ ٱلْمُقَدَّسِ طُوًى
١٦
-النازعات

روح البيان في تفسير القرآن

{ اذ ناداه ربه } ظرف للحديت والمناداة والندآء بالفارسية خواندن.
وفى القاموس الندآء الصوت اى هل اتاك حديثه الواقع حين ناداه ربه اذا المراد خبره الحادث فلا بد له من زمان يحدث فيه لا ظرف للاتيان لاختلاف وقتى الاتيان والنداء لان الاتيان لم يقع فى وقت الندآء او مفعول لا ذكر المقدر وعليه وضع السجاوندى علامة الوقف اللازم على موسى وقال لانه لو وصل صار اذ ظرفا لاتيان الحديث وهو محال لعله لم يلتفت الى عمل حديث لكونه هنا اسما بمعنى الخبرمع وجود فعل قوى فى العمل قبله وبالجملة لا يخلو عن ايهام فالوجه الوقف كذا فى بعض التفاسير { بالواد المقدس } المبارك المطهر بتطهير الله عما لا يليق حين مكالمته مع كليمه او سمى مقدسا لوقوعه فى حدود الارض المقدسة المطهرة عن الشرك ونحوه واصل الوادى الموضع الذى يسيل فيه الماء ومنه سمى المنفرج بين الجبلين واديا والجمع اودية ويستعار للطريقة كالمذهب والاسلوب فيقال فلان فى واد غير واديك { طوى } بضم الطاء والتنوين تأويلا له بالمكان او بغير تنوين تأويلا له بالبقعة قال الفرآء الصرف احب الى اذ لم اجد فى المعدول نظيرا اى لم اجد اسما من الوادى عدل عن جهته غير طوى وهو اسم للوادى الذى بين المدينة ومصر فيكون عطف بيان له قال القاشانى الوادى المقدس هو عالم الروح المجرد لتقدسه عن التلعق بالمواد واسمه طوى لانطوآء الموجودات كلها من الاجسام والنفوس تحته وفى طيه وقهره وهو عالم الصفات ومقام المكالمة من تجلياتها فلذلك ناداه بهذا الوادى ونهاية هذا العالم هو الافق الاعلى الذى رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم عنده جبريل على صورته.