التفاسير

< >
عرض

وَأَهْدِيَكَ إِلَىٰ رَبِّكَ فَتَخْشَىٰ
١٩
-النازعات

روح البيان في تفسير القرآن

{ واهديك الى ربك } وارشدك الى معرفته فتعرفه اشار الى ان فى النظم مضافا مضمرا وتقديم التزكيه لتقدم التخلية على التحلية { فتخشى } اذا لخشية لا تكون الا بعد معرفته قال تعالى { انما يخشى الله من عباده العلماء } اى العلماء بالله قيل انه تعالى قال فى آخره ولن يفعل فقال موسى فكيف امضى اليه وقد علمت انه لن يفعل فأوحى اليه ان امض لما تؤمر فان فى السماء اثنى عشر ألف ملك يطلبون علم القدر فلم يدركوه وجعل الخشية غاية للهداية لانها ملاك الامر لان من خشى الله أتى منه كل خير ومن أمن اجترأ على كل شر كما قال عليه السلام "من خاف ادلج ومن ادلج بلغ المنزل" يقال ادلج القوم اذا ساروا من اول الليل وان ساروا من آخر الليل فقد ادلجوا بالتسديد ثم انه تعالى أمر موسى عليه السلام بأن يخاطبه بالاستفهام الذى معناه العرض ليشتد عليه بالتلطف فى القول ويستنزله بالمداراة من عتوه وهذا ضرب تفصيل لقوله تعالى { فقولا له قولا لينا لعله يتذكر او يخشى } اما كونه لينا فلانه فى صورة العرض لا فى صورة الامر صريحا وليس فيه ايضا ذكر نحو الشرك والجهل والكفر ان من متعلقات التزكى واما اشتماله على بعض التفصيل فظاهر.