التفاسير

< >
عرض

ءَأَنتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ ٱلسَّمَآءُ بَنَاهَا
٢٧
-النازعات

روح البيان في تفسير القرآن

{ ءانتم اشد خلقا } خطاب لاهل مكة المنكرين للبعث بناء على صعوبته فى زعمهم بطريق التوبيخ والتبكيت بعدما بين كمال سهولته بالنسبة الى قدرة الله تعالى بقوله تعالى { فانما هى زجرة واحدة } فالشدة هنا بمعنى الصعوبة لا بمعنى الصلابة لانها لا تلائم المقام اى أخلقكم بعد موتكم اشق واصعب فى تقديركم وزعمكم والا فكلا الامرين بالنسبة الى قدرة الله واحدة { ام السماء } ام خلق السماء بلا مادة على عظمها وقوة تأليفها وانطوائها على البدائع التى تحار العقول فى ملاحة ادناها وهو استفهام تقرير ليقروا بأن خلق السماء اصعب فيلزمهم بأن يقول لهم ايها السفهاء من قدر على الصعب الاعسر كيف لا يقدر على اعادتكم وحشركم وهى اسهل وايسر فخلقكم على وجه الاعادة اولى ان يكون مقدور الله فكيف تنكرون ذلك قوله ءانتم مبتدأ واشد خبره وخلقا تمييز والسماء عطف على أنتم وحذف خبره لدلالة خبر أنتم عليه اى ام السماء اشد خلقا { بناها } الله تعالى وهو استئناف وتفصيل لكيفية خلقها المستفاد من قوله ام السماء فيتم الكلام حينئذ عند قوله ام السماء ويبتدأ من قوله بناها وام متصلة واستعمل البناء فى موضع السقف فان السماء سقف مرفوع والبناء انما يستعمل فى اسافل البناء لا فى الاعالى للاشارة الى انه وان كان سقفا لكنه فى البعد عن الاختلال والانحلال كالبناء فان البناء ابعد عن تطرق الاختلال اليه بالنسبة الى السقف.