التفاسير

< >
عرض

وَٱلأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا
٣٠
-النازعات

روح البيان في تفسير القرآن

{ والارض بعد ذلك دحاها } اى قبل ذلك كقوله تعالى من بعد الذكر اى قبل القرءآن بسطها ومهدها لسكنى اهلها وتقلبهم فى اقطارها وقال بعضهم بعد على معناه الاصلى من التأخر فان الله خلق الارض قبل خلق السماء من غير أن يدحوها ثم استوى الى السماء فسواهن سبع سموات ثم دحا الارض بعد ذلك وقال فى الارشاد انتصاب الارض بمضمر يفسره دحاها وذلك اشارة الى ما ذكر من بناء السموات ورفع سمكها وتسويتها وغيرها لا الى انفسها وبعدية الدحو عنها محمولة على البعدية فى الذكر كما هو المعهود فى السنة العرب والعجم لا فى الوجود فان اتفاق الاكثر على تقدم خلق الارض وما فيها على خلق السماء وما فيها وتقديم الارض لا يفيد القصر وتعيين البعدية فى الوجود لما عرفت من ان انتصابه بمضمر مقدم قد حذف على شرطية التفسير لا بما ذكر بعده ليفيد ذلك وفائدة تأخيره فى الذكر اما التنبيه عل انه قاصر فى الدلالة على القدرة القاهرة بالنسبة الى احوال السماء واما الاشعار بانه ادخل فى الالزام لما ان المنافع المنوطة بما فى الارض اكثر وتعلق مصالح الناس بذلك اظهر واحاطتهم بتفاصيل احواله اكمل وقد مر ما يتعلق بهذا المقام فى سورة حم السجدة.