التفاسير

< >
عرض

مِنْ أَيِّ شَيءٍ خَلَقَهُ
١٨
مِن نُّطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ
١٩
-عبس

روح البيان في تفسير القرآن

{ من اى شئ خلقه } اى من اى شئ حقير مهين خلقه يعنى نمى انديشدكه خداى تعالىازجه جيز بيافريد اورا. ثم بينه بقوله { من نطفة } قذرة { خلقه } فمن كان اصله مثل هذا الشئ الحقير كيف يليق به التكبر والتجبر والكفران بحق المنعم الذى كسا ذلك الحقير بمثل هذه الصورة البهية وقف السجاوندى على قوله { من نطفة } حتى وضع عليه علامة الوقف المطلق بتقدير خلقه آخر بدلالة ما قبله وجعل قوله خلقه فقدره جملة اخرى استئنافية لبيان كيفية الخلق واتمامه من انعامه ومن جعله متعلقا بما بعده على ما هو الظاهر لم يقف عليه { فقدره } فهيأه لما يصلح له ويليق به من الاعضاء والاشكال اى احدثه بمقدار معلوم من الاعضاء والاشكال والكمية والكيفية فجعله مستعدا لان ينتهى فيها الى القدر اللائق بمصلحته فلا يلزم عطف الشئ على نفسه وذلك ان خلق الشئ ايضا تقديره واحداثه بمقدار معلوم من الكمية والكيفية وبالفارسية بس اندارهء او بديد كرد ازعاضا واشكال وهيئات دربطن ما دره او فقدره اطوار الى ان تم خلقه فالتقدير المنفرع على الخلق مأخوذ من القدر بمعنى الطور أى او جده على التقدير الاولى ثم جعله ذا اطوار من علقة ومضغة الى آخر اطواره ذكرا او انثى شقيا او سعيدا قال بعضهم وعلى الوجهين فالفاء للتفصيل فان التقدير يتضمنه على المعنيين.