التفاسير

< >
عرض

وَعِنَباً وَقَضْباً
٢٨
-عبس

روح البيان في تفسير القرآن

{ وعنبا } عطف على حبا وليس من لوازم العطف ان يقيد المعطوف بجميع ما قيد به المعطوف عليه فلا ضير فى خلو انبات العنب عن شق الارض وكذا فى امثاله كذا قال فى الارشاد لعل شق الارض فيه باعتبار اصله اول خروجه منها فان المراد هنا شجرة العنب وانما ذكره والزيتون باسم الثمرة لشهرتهما بها ووقوع كل منهما بعد ما يؤكل نفسه فاعرف وأفرد العنب بالذكر من بين الثمار لانه فاكهة من وجه يتلذذ به وطعام من وجه يتغذى به وهو من اصلح الاغذية { وقضبا } اى رطبة وهى نبات يقال له الفصفصة وبالفارسية اسبست ومعربه الاسفست. سميت بمصدر قضبه اى قطعه مبالغة كانها لتكرر قطعها وتكثره اذا تقضب مرة بعد اخرى فى السنة نفس القطع وعن ابن عباس رضى الله عنهما أنه الرطب التى تقضب من النخل ورجحه بعضهم لمناسبته بالعنب وقال بعضهم هو مثل النعناع و الطرحون والكراث وغيرها التى يقطع ساقها من أصلها يعنى للأكل وبضعهم هو القت الرقت الرطب افرده بالذكر تنبيها على اختلاف النباتات وان منها ما اذا قطع عاد ومنها ما لا يعود والقت حب الغاسول وهو الاشنان وقيل هو حب يابس اسود يدفن فيلين قشره ويطحن ويخبز يقتاته اعراب طى وبعضهم هو كل ما يؤكل رطبا كالبطيخ والخيار والباذنجان والدباء.