التفاسير

< >
عرض

وَفَاكِهَةً وَأَبّاً
٣١
-عبس

روح البيان في تفسير القرآن

{ وفاكهة } كثيرة غير ما ذكر والعنب والرمان والرطب من الفواكه عند الامامين لا عند الاعظم لان العطف يقتضى المغايرة والظاهر ان مراد الاعظم ان نحو العنب والرطب لكونه مما يؤكل غذآء يحقق القصور فى معنى التفكه به اى التنعم بعد الطعام وقبله فلا يتناوله اسم الفاكهة على الاطلاق حتى لوحلف لا يأكل فاكهة لا يحنث بأكله لكونه غذآء من وجه وان كان فاكهة من وجه آخر وعطف الفاكهة عليه لا ينافى كونه فاكهة من وجه لان المراد بالفاكهة المعطوفة ما هو فاكهة من كل وجه ولا يخفى ان الفاكهة من كل وجه مغايرة لما هو فاكهة من وجه دون وجه فيصح عطفها عليه او عطفه عليها كما فى مواضع من القرءآن { وأبا } اى مرعى من أبه اذا امه اى قصده لانه يؤم ويقصد جزه للدواب او من أب لكذا اذا تهيأ له لانه متهيئ لرعى وأب الى وطنه اذا نزع اليه نزوعا تهيأ لقصده وكذا أب لسيفه اذ تهيأ لسله وابان ذلك فعلان منه وهو الزمان المتهيئ لفعله ومجيئه او الأب الفاكهة اليابسة تؤب للشتاء اى تعد وتهيأ وهو الملائم لما قبله وفى الحديث "خلقتم من سبع ورزقتم من سبع فاسجدوا لله على سبع" أراد بقوله خلقتم من سبع يعنى من نطفة ثم من علقة الخ وهى التارات السبع وبقوله رزقتم من سبع قوله حبا وعنبا الى أبا لعل الحدآئق خارجة عن الحساب لانها منابت تلك المرزوقات وبقوله فاسجدوا على سبع الاعضاء السبعة وهى الوجه واليدان والركبتان والرجلان.