التفاسير

< >
عرض

لِكُلِّ ٱمْرِىءٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ
٣٧
-عبس

روح البيان في تفسير القرآن

{ لكل امرئ منهم يومئذ شأن يغنيه } استئناف وارد لبيان سبب الفرار والشأن لا يقال الا فيما يعظم من الاحوال والامور اى لكل واحد من المذكورين شغل شاغل وخطب هائل يكفيه فى الاهتمام به قال ابن الشيخ اى الهم الذى حصل له قد ملأ صدره فلم يبق فيه متسع فصار بذلك شبيها بالغنى فى انه ملك شيأ كثيرا ودر باب مشغولئ قيامت فريد الدين عطارراقدس سره حكايتى منظوم است

كشتئ آورد در جريا شكست تختهء زان جمله بر بالا نشتس
كربه وموشى دران تخته بماند كارشان بايكدكر بخته بماند
نه ذكر به موشى را روى كريز نه آن كربه راجنكال تيز
هردوشان ازهول درياى عجب در تحير بازمانده خشك لب
درقيامت نيز ابن غوغا بود يعنى آنجانى توونى ما بود

وفى الخبر "ان عائشة رضى الله عنها قالت يا رسول الله كيف يحشر الناس قال حفاة عراة قالت وكيف تحشر النساء قال حفاة عراة قالت عائشة واسوأتاه النساء مع الرجال حفاة عراة فقرأ رسول الله عليه السلام هذه الآية لكل امرئ" الخ واما الفرار حذرا من مطالبتهم بالتبعات بأن يقول الانسان واسيتنى بمالك والابوان قصرت فى برنا والصحابة اطعمتنى الحرام وفعلت وصنعت والبنون ما علمتنا وما ارشدتنا او بغضا لهم كما يروى عن ابن عباس رضى الله عنهما ان يفر قابيل من أخيه هابيل ويفر النبى من امه وابراهيم من أبيه ونوح من ابنه ولوط من امرأته فليس من قبيل الفرار المذكور وكذا ما يروى ان الرجل يفر من اصحابه واقربائه لئلا يروه على ما هو عليه من سوء الحال قال بعض المشايخ من كان اليوم مشغولا بنفسه فهو غدا مشغول بنفسه ومن كان اليوم مشغولا بربه فهو غدا مشغول بربه وقال يحيى بن معاذ اذا شغلتك نفسك فى دنياك وعقباك عن ربك اما فى الدنيا ففى طلب مرادها واتباع شهواتها واما فى الآخرة فكما اخبر الله عنه بقوله لكل امرئ منهم الخ فمتى تفرغ الى معرفة ربك وطاعته وقال بعضهم العارف مع الخلق ولكنه يفارقهم بقلبه كما قيل

ولقد جعلتكم فى الفؤآد محدثى وابحت جسمى من أراد جلوسى