التفاسير

< >
عرض

ضَاحِكَةٌ مُّسْتَبْشِرَةٌ
٣٩
-عبس

روح البيان في تفسير القرآن

{ ضاحكة مستبشرة } بما تشاهد من النعيم المقيم والبهجة الدآئمة (قال الكشافى) ضاحكة خندان مستبشرة شادمان وفرحناك بسبب نجات ازنيران ووصول بروضهء جنان.
وفى بعض التفاسير ضاحكة مسرورة فرحة لما علم من الفوز والسعادة او لفراغه من الحساب بالوجه اليسير مستبشرة اى ذات بشارة بالخير كأنه بيان لقوله ضاحكة انتهى وفى عين المعانى ضاحكة من مسرة العين مستبشرة من مسرة القلب وقيل من الكفار شماتة وبأنفسهم فرحا وقال ابن طاهررحمه الله كشف عنها ستور الغفلة فضحكت بالدنو من الحق واستبشرت بمشاهدته وقال ابن عطاءرحمه الله اسفرت تلك الوجوه بنظرها الى مولاها واضحكها رضى الله عنها وقال سهلرحمه الله منورة بنور التوحيد واتباع السنة وفى التأويلات النجمية وجوه ارباب الارواح والاسرار والقلوب العارفين بالمعارف الالهية والحقائق اللاهوتية مضيئة بأنوار العلوم والحكم ضاحكة مستبشرة بنعم المكاشفات ومنح المشاهدات.
يقول الفقير وجوه يومئذ مسفرة لابيضاضها فى الدنيا بالتزكية والتصفية وزوال كدورتها ضاحكة لانها بكت فى الله ايام دنياها حتى صارت عمياء عن رؤية ما سوى الله تعالى مطلقا كما وقع لشعيب ويعقوب عليهما السلام مستبشرة لأ منها بدل خوفها فى الدنيا ولذا قال لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة بأن تقول لهم الملائكة لا تخافوا وأبشروا بالجنة والرؤية والضحك انبساط الوجه وتكشر الاسنان من سرور النفس ولظهور الاسنان عنده سميت مقدمات الاسنان ضواحك ويستعمل فى السرور المجرد كما فى الآية قال الراغب واستبشر أى وجد ما يبشره من الفرح وبشرته اخبرته بسار بسط بشرة وجهه وذلك ان النفس اذا سرت انتشرت الدم انتشار الماء فى الشجرة.