التفاسير

< >
عرض

إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ
١٩
-التكوير

روح البيان في تفسير القرآن

{ انه } الضمير للقرءآن وان لم يجر له ذكر للعلم به اى القرءآن الكريم الناطق بما ذكر من الدواهى الهائلة وهو جواب القسم وجه القسم بهذه الاشياء ان فيها ظهور كمال الحكمة وجلال القدرة.
يقول الفقير سر الاقسام بها ان القرءآن نور من الله فلا يرد الا على القلب النورانى الذى هو بمنزلة القدر وعلى الروح الذى هو بمنزلة القمر وعلى الروح الذى هو بمنزلة الشمس وعلى القوى الروحانية التى هى بمنزلة سائر السيارات المضيئة وهذه الانوار لا تظهر فى الوجود الانسانى الا بزوال آثار الطبيعة والنفس وظهور آثار القلب والروح فاذا اشرقت انوار الروح وقواه فى ليل الوجود اضاء جميع ما فى الوجود وزال الظلام { لقول رسول كريم } هو جبريل عليه السلام قاله من جهة الله قال السهيلى ولا يجوز انه أراد به انه قول النبى عليه السلام وان كان النبى عليه السلام رسولا كريما لان الآية نزلت فى معرض الرد والتكذيب لمقالة الكفار الذين قالوا ان محمدا عليه السلام يقوله وهو قوله فقال الله تعالى انه لقول رسول كريم فأضافه الى جبريل الذى هو أمين وحيه وهو فى الحقيقة قول الله لكنه اضيف الى جبريل لانه جامعه من عند الله فاسناده اليه باعتبار السببية الظاهرة فى الانزال والايصال ويدل على ان المراد بالرسول هو جبريل ما بعده من ذكر قوته ونحوها وصفه برسول لانه رسول عن الله الى الانبياء وبكريم اى على ربه عزيز عظيم عنده وكذا عند الناس لانه يجيئ بأفضل العطايا وهو المعرفة والهداية ويتعطف على المؤمنين ويقهر الاعدآء.