التفاسير

< >
عرض

ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي ٱلْعَرْشِ مَكِينٍ
٢٠
-التكوير

روح البيان في تفسير القرآن

{ ذى قوة } شديدة كقوله تعالى شديد القوى اى ذى قدرة على ما يكلف به لا عجز له ولا ضعف روى انه عليه السلام قال لجبريل ذكر الله قوتك فأخبرنى بشئ من آثارها قال رفعت قريات قوم لوط الاربع من الماء الاسود بقوادم جناحى حتى سمع اهل السماء نباح الكلب واصوات الديكة ثم قلبتها ومن قوته انه صاح صيحة بثمود فأصبحوا جاثمين وانه يهبط من السماء الى الارض ويصعد فى اسرع من الطرف وانه رأى ان شيطانا يقال له الابيض صاحب الانبياء قصد ان يتعرض للنبى فدفعه دفعة رفيقة وقع بها من مكة الى أقصى الهند وكذا راه يكلم عيسى عليه السلام على بعض الارض المقدسة فنفخه نفخة واحدة ألقاه الى أقصى جبل الهند وقيل المراد القوة فى ادآء طاعة الله وترك الاخلال بها من اول الخلق الى آخر زمان التكليف وفيه اشارة الى صفة الروح فانه ذو سلطنة على جميع الحقائق الكائنة فى المملكة الانسانية { عند ذى العرش } اى الله تعالى وفى ايراد ذى العرش اخبار بغاية كبريائه فى القلوب وعند ظرف لما بعده فى قوله { مكين } ذى مكانة رفيعة عند عندية اكرام وتشريف لا عندية مكان فانه تعالى متعال عن امثالها ونحوه انا عند المنكسرة قلوبهم فان المراد به القرب والا كرام ومن مكانته عند الله ومرتبته انه تعالى جعله تالى نفسه فى قوله فان الله هو مولاه وجبريل فله عظم منزلة عندية فأين منزلة من يلازم السلطان عند سرير الملك من مرتبة من يلازمه عند الوضوء ونحوه.