التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا ٱلْعِشَارُ عُطِّلَتْ
٤
-التكوير

روح البيان في تفسير القرآن

{ واذا العشار } جمع عشرآء ونفساء كما فى القاموس والعشرآء هى الناقة التى أتى على حملها عشرة أشهر وهو اسمها الى أن تضع لتمام السنة وهى أنفس أموال العرب ومعظم اسباب معاشهم { عطلت } العطل فقد ان الزينة والشغل ويقال لمن يجعل العالم بزعمه فارغا عن صانع اتقنه وزينه ورتبه معطل وعطل الدار عن ساكنيها والابل عن راعيها والمعنى واذا العشار تركت مسيبة مهملة غير منظور اليها مع كونها محبوبة مرغوبة عند أهلها لاشتغال أهلها بأنفسهم وذلك عند مجيئ مقدمات قيام الساعة فان الناس حينئذ يتركون الأموال والاملاك ويشتغلون بأنفسهم كما قال تعالى { يوم لا ينفع مال ولا بنون } وقال الامام أبو الليث وغيره هذا على وجه المثل لان فى القيامة لا تكون ناقة عشرآء يعنى ان هول القيامة بحال لو كان للرجل ناقة عشرآء لعطلها واشتغل بنفسه لعلهم جعلوا يوم القيامة ما بعد النفخة الثانية أو مبادى الساعى من القيامة لكن يمكن وجود العشرآء فى المبادى فلا يكون تمثيلا وفيه اشارة الى النفوس الحاملات احمال الاعمال والاحوال وأيضا الى تعطيل عشار الارجل المتنفع بها فى السير عن الاستعمال فى المشى وترك الانتفاع بها.